كاتب تركي: تحالفات الدوحة مع واشنطن غير صادقة

عرب وعالم

اليمن العربي

قال الكاتب التركي "بوراك بكديل" في مقال له نشره معهد "جيتستون" إنه من الناحية النظرية، تعد قطر حليفًا للولايات المتحدة، حيث تستضيف أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي وحوالي 72 مقاتلة من طراز F-15 في قاعدة العديد العسكرية. 

وأضاف بوراك أنه رغم هذا التحالف النظري، إلا أنه من الوارد أن تكون بعض التحالفات خادعة في بعض الأحيان، لافتًا إلى أنه في مارس الماضي كانت لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي تنظر بالفعل في أربعة بدائل يمكن أن تصبح المقر العسكري عندما ينتهي عقد قاعدة العديد مع قطر في 2023. 

وتابع الكاتب التركي أنه بعد مراقبة نظام قطر المالي والمصرفي عن كثب بسبب المخاوف من دعمها المنظمات الإرهابية والأفراد المرتبطين بها، يبدو أن واشنطن قررت إعادة التفكير في مصير قاعدة العديد وحلفائها القطريين.

وتطرق الباحث التركي إلى التحالف الأخير بين أنقرة والدوحة، مؤكدًا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعد اليوم أفضل حليف لقطر، وتم بناء هذا التحالف على أيديولوجية مشتركة تضم المؤيدين لحماس وجماعة الإخوان الإرهابية.

وأوضح بوراك أنه عقب فرض المقاطعة العربية على قطر في العام الماضي بسبب دعمها للإرهاب وعلاقاتها مع إيران، سارع أردوغان إلى مساعدة الدوحة فأرسلت تركيا سفن شحن ومئات من الطائرات المحملة بالأغذية لقطر، كما نشرت تركيا المزيد من القوات في قاعدتها العسكرية في قطر، وبعد مرور عام، تم فرض عقوبات على تركيا من قبل الولايات المتحدة، فهرعت قطر لمساعدتها.

وفند الباحث التركي أسباب الخلاف بين واشنطن وأنقرة، والتي ترجع إلى الاختلافات حول مستقبل سوريا، وقرار تركيا شراء كنظومة الصواريخ الروسية S-400، والعقوبات الأمريكية على اثنين من وزراء الحكومة التركية بسبب رفض تركيا تحرير القس الأمريكي أندرو برانسون، وكذلك قرار الكونجرس الأمريكي بمنع تسليم أنظمة الأسلحة إلى تركيا، بما في ذلك المقاتلة F-35. 

واتهم أردوغان الولايات المتحدة بشن حرب اقتصادية ضد بلاده، وحذر من أن تركيا ستبحث عن أصدقاء وحلفاء جدد إذا لم تتخلى واشنطن عن الفكرة الخاطئة القائلة "أن علاقتنا يمكن أن تكون غير متناسقة."

ومؤخرًا، هرع حلفاء أردوغان في قطر، إلى إظهار التضامن الكامل معها، فعقب اجتماعه مع أردوغان في أنقرة، تعهد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بدفع 15 مليار دولار في الاستثمار المباشر لمساعدة تركيا من خلال هذه الأزمة، كما وقعت البنوك المركزية في قطر وتركيا اتفاقية تبادل العملات.

وقال بوراك إن ما يهم واشنطن في هذا المسلسل التركي هو حقيقة أن تركيا تحصل على الدعم، في مواجهتها مع الولايات المتحدة، من دول متشابهة التفكير، مشيرا إلى أن قطر تعد الشريك الأيديولوجي لتركيا وتتحد معها في فكرة العدو المشترك.

واختتم بوراك مقاله قائلا: "من الواضح أن الوقت قد حان لكي تعيد واشنطن النظر في تحالفها النظري المزيف مع قطر، تلك الإمارة الخليجية الصغيرة التي تحاول تحييد الجهود الأمريكية لمعاقبة تركيا".