عارف النايض: قطر وتركيا وإيران يهددون أمن ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

قال رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، الدكتور عارف النايض، إن "قطر وتركيا وإيران يهددون الأمن الوطني الليبي"، موضحاً أن هذه الدول تشكل خطرا على المنطقة بأسرها، وتتأثر ليبيا مثلها مثل البلدان الأخرى من ذلك الخطر.

وأشار النايض خلال مقابلة مع صحيفة "لوموند أفريك" الفرنسية إلى أنه "في صراع مع تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا والتنظيمات الأخرى المسلحة". 

وأكد النايض أن "ولاءه الأول والأخير لليبيا وليس لأي جهة أخرى"، مشيراً إلى أن "معركته الحقيقية في بناء دولة مدنية تحترم الأصول الإسلامية". 

ووصفت الصحيفة الفرنسية النايض في مقدمة الحوار "بأنه مفكر فلسفي مرموق (55 عاماً)، وسياسي ليبي، وأول شخصية ليبية أعلنت رسمياً ترشيحها للانتخابات الرئاسية الليبية المقررة 10 ديسمبر/كانون الأول، ذلك الموعد الذي لا يزال غير مؤكد".

وأوضحت الصحيفة أن النايض لم يخفِ عداءه لتنظيم الإخوان الإرهابي، كما برر تأييده لرجل برقة القوي القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ولمحور (السعودية والإمارات ومصر).


ورأى السياسي الليبي المخضرم أن هناك معركة على الصعيد الإقليمي بين محور التسامح الذي تنادي به (السعودية والإمارات، ومصر) من جهة ومحور الإسلام السياسي الفاشي الذي تنادي به كل من (قطر وإيران وتركيا) من جهة أخري.

وأوضح أن "هذين المحورين في صراع وجودي من أجل العودة إلى روح الإسلام ومقاصد الإسلام الحقيقي في جامعة الأزهر بمصر، والزيتونة في تونس، والجامعات المغربية، وليس الإسلام السياسي الفاشي الذي ينادي به المحور الثاني".

وتابع: "ملتزم بالنوع الأول للإسلام، وهذه هي معركتي الرئيسية مع تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا والتنظيمات المسلحة المرتبطة بالقاعدة"، لافتاً إلى أنه "أعلن ذلك صراحةً ولن يعتذر عن ذلك".

وأضاف النايض: "أعتقد أن قطر وتركيا وإيران يهددون الأمن الوطني الليبي، فهم يشكلون خطرا على المنطقة بأسرها، وبالطبع تتأثر ليبيا، مثلها مثل البلدان الأخرى".

وشدد على موقفه الثابت بالقول: "أكافح من أجل بناء دولة ليبرالية، تحترم حقوق الرجل، وحقوق المرأة، وحقوق الأقليات، مع احترام الأصول الإسلامية والقيم الروحية للبلاد".

وفيما يتعلق بسبب إعلانه الترشح للرئاسة الليبية، أوضح النايض أن "المبعوث الأممي الخاص لدى ليبيا غسان سلامة، (الذي تولى مهامه خريف 2017) أعلن إجراء انتخابات رئاسية في 2018، وذلك الالتزام عززه اجتماع باريس حول التسوية الليبية الذي عقد في مايو/أيار الماضي للفاعلين الرئيسيين في الشأن الليبي بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ديسمبر/كانون الأول المقبل".

وأضاف أنه "من الواجب الأخلاقي والالتزام الأدبي، إجراء هذه الانتخابات في موعدها من أجل الشعب الليبي الذي سأم من الانتظار أمام المصارف ومحطات الوقود ومعاناته من انقطاع المياه والكهرباء"، مؤكداً أنه "هناك أزمة عميقة للشرعية في ليبيا ويجب وضع حد لهذا الوضع الراهن".



وحول المزاعم بكيفية تنظيم الانتخابات في ظل الحالة الأمنية الراهنة، أوضح النايض أن "حجة انعدام الأمن باطلة وزائفة، وذريعة لأولئك الذين يريدون الوضع الراهن هكذا"، مشيراً إلى أن "الوضع الأمني اليوم ليس أسوأ من الوضع خلال الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2014".

وأشار النايض إلى أنه "من الناحية العملية والتقنية فإن ذلك الأمر قابل للتنفيذ، إذ حدد اتفاق باريس موعد 16 سبتمبر/أيلول لوضع الأساس الدستوري لإجراء الانتخابات".

وأوضح أن البرلمان الليبي في طبرق، حتى الآن غير قادر على اعتماد القانون المتعلق بالاستفتاء على الدستور الجديد.. ومع ذلك، يمكن تفعيل التعديل الذي أدخل عام 2014 في الإعلان الدستوري المؤقت لتنظيم انتخابات رئاسية، وذلك الأمر قابل للتنفيذ.

وحول علاقته بالقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، قال النايض: "أنا من مؤيدي الجيش الوطني الليبي كمؤسسة، ولكن لا أؤيد فردا معينا، ومع ذلك أكن احتراما عميقا للمشير حفتر لقيادته حرباً على الإرهاب".

وفيما يتعلق بالمزاعم حول انتهاكات حقوق الإنسان، أشار النايض، في ليبيا، ترتكب هذه الانتهاكات ضد الإنسانية أو جرائم الحرب في جميع الأماكن ومن قبل جميع الأطراف، وذلك الأمر غير مقبول إطلاقا، في الشرق أو الغرب أو الجنوب، لا أحد سيُعفَى من المقاضاة على انتهاكات حقوق الإنسان.

وحول مستقبل ليبيا مع تنظيم الإخوان الإرهابي، أوضح النايض أن "أساس الدولة هو المواطنة".

وقال: "بالنسبة لي، المواطن الليبي هو شخص يؤمن بالدولة الليبية، وكل من يؤمن بحركة عابرة للحدود ولا يؤمن بالدولة الوطنية يستثني نفسه منها، ولا يمكن تضمين أولئك الذين لا يشملون أنفسهم تحت الدولة الوطنية".


واعتبر السياسي الليبي أن الإخوان تنظيم إرهابي"، موضحاً أن "أولئك الذين يبحثون عن علاقة الإخوان بتنظيم القاعدة وداعش سيجدون في ليبيا أفضل مثال على ذلك وعلى أنهم تنظيم إرهابي".

وأشار النايض إلى أنه عندما دخل داعش مدينة سرت تستروا عليه وأنكروا وجوده.

وفيما يتعلق بالدور الأوروبي في التسوية الليبية، دعا النايض الأوروبيين إلى توحيد نهجهم تجاه ليبيا تحت مظلة الأمم المتحدة.

وحول رأيه في حكومة "الوفاق الوطني" لفايز السراج، بعد عامين ونصف من تأسيسها في طرابلس، أشار النايض إلى أن" هذه الحكومة لم تنصب من قبل البرلمان. ومن بين تسعة أعضاء في المجلس الرئاسي، برئاسة السراج، ترك أربعة مناصبهم، ولم تتمكن الحكومة من تزويد الشعب الليبي بالخدمات الأساسية: الصحة، والتعليم، والكهرباء، والسيولة لدفع الأجور".

وتابع:" لا أرى كيف يمكن أن تستمر مثل هذه الحكومة الجزئية وغير المعترف بها وطنيا، والشيء المحزن هو أنها تحظى باعتراف المجتمع الدولي".