إيران.. شعار "الموت للنظام" يلوح في الأفق!

عرب وعالم

اليمن العربي

"إعصار يهب على المسؤولين الإيرانيين"، عنوان مقال إيغور بانكراتينكو، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول تصريح الزعيم الروحي للجمهورية بأن حكومة روحاني تضر بالبلاد أكثر من عقوبات واشنطن.

وجاء في المقال: يبدو أن الاحتجاجات الاجتماعية في إيران بلغت ذروتها. لم يعد المتظاهرون يتحدثون عن مشاكل اجتماعية محددة ولا يلومون الغرب وأمريكا ودونالد ترامب شخصياً. فغضبهم موجه الآن بشكل خاص إلى السلطة التنفيذية، أي إدارة الرئيس حسن روحاني. يلوح في الأفق شعار "الموت للنظام"، ليس من قبل المعارضين الفرديين، إنما من "الشارع" الإيراني بأكمله.

على هذه الخلفية، بدا صمت المرشد الأعلى، علي خامنئي، الذي له الكلمة الأخيرة في الجمهورية الإسلامية، محيّرا. ولكن، كما تبين، الاثنين الماضي، فهو لم يقل شيئا ليس لأنه ليس لديه ما يقوله. فكقائد سياسي بارع، خرج لحظة "كان القول بالأمس مبكرًا، وغداً سيكون متأخرا". وتمكن في معالجته القصيرة من الإجابة ليس فقط على أسئلة مواطني إيران والمراقبين الأجانب، إنما وأخذ على عاتقه جزءا من مسؤولية ظهور الأزمة في البلاد.

"لا معنى لإلقاء اللوم على ترامب طالما الحكومة نفسها كتعاء". هذه رسالة خامنئي للجمهور الإيراني. حرفيا "مرّغ بالأرض" حسن روحاني وأعضاء فريقه...ومع ذلك لم يحلهم المرشد الأعلى إلى الاستقالة. فـ"البقرة المقدسة" في السياسة الإيرانية، أي مراعاة توازن القوى بين مجموعات النخبة المتنافسة بشدة، تفرض قيودًا حتى على الشخص الذي يملك كل السلطة في الجمهورية الإسلامية...

عشية خطابه، السبت 11 أغسطس، وافق علي خامنئي على خطة صادق لاريجاني، رئيس النظام القضائي في إيران وشقيق رئيس البرلمان، على إنشاء هيئة استثنائية واسعة الصلاحيات. في التاريخ الروسي كان هناك  لجنة طوارئ (سميرش)"الموت للجواسيس". في إيران، على خلفية الحرب الاقتصادية، تم إنشاء نوع من لجنة الطوارئ، ستعاقب المسؤولين على إساءة استخدام السلطة، بإجراءات مبسطة، وحتمية، وعملية، ولكن، كما يؤكد رئيس هذه الهيئة، بعدالة.

قبل يوم واحد فقط من خطاب علي خامنئي للأمة، تم اعتقال 67 من المسؤولين ورجال الأعمال المتورطين بالتلاعب بالعملة.. تلقى أكثر من مائة شخص في اليوم نفسه استدعاء للتحقيق ومنع السفر من البلاد. وهناك ما يشي بأن هذه ليست سوى بداية أحداث مثيرة للاهتمام تنتظر إيران في المستقبل القريب.