كاتب غربي : إختيار قطر لإستضافة كاس العالم تأكيد لفساد في الفيفا

رياضة

اليمن العربي

قال الكاتب الغربي، غاوين تاولر في موقع "كاب أكس" التابع ل "مركز الدراسات السياسية" البريطاني، قرار السماح لقطر باستضافة كأس العالم أقنع اللاعبين والإداريين والمشجعين على حد سواء بأن اللعبة الجميلة قد شابها الفساد. 

وأشار إلى أنه عندما يقرر الفيفا هوية الدولة التي يمكنها استضافة هذه البطولة، هنالك عدد من المعايير التي يتوجب مراعاتها، ليس أقلها أن تكون الدولة ذات ثقافة كروية عميقة. قد يكون القطريون اشتروا نادي باريس سان جرمان، لكنّ امتلاك لوحة لبيكاسو لا يجعل الفرد فناناً.
   
ويرى الكاتب أن أنّ وضع بطولة كأس العالم 2022 متزعزع... لافتاً إلى أن بلاتر الرئيس السابق للفيفا والمتهم بقضايا فساد، مجموعة من الادعاءات إعترب بما شاب عملية منح قطر حق استضافة كأس العالم. من بينها، قيام ميشال بلاتيني بالاتصال به "كي يقول إنّه تعرض للضغط من أجل تغيير تصويته خلال مأدبة غداء سنة 2010 مع نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي حينها، والشيخ آل ثاني، أمير قطر". 

وبلاتيني كان الممثل الفرنسي في هيئة الاختيار بين المرشحين والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم وقد ارتبط أيضاً بقضايا فساد. وتابع بلاتر: "لا أعلم ولا أريد أن أعلم إن كان هنالك من صلة بين إعطاء قطر كأس العالم وما حصل بعدها"، في إشارة إلى شراء النادي الباريسي وتوقيع عقد بقيمة 12 مليار يورو لشراء طائرات من شركات فرنسية.

وأضاف "بعد منح قطر حق استضافة كأس العالم، استُبعدت إقامة البطولة في الصيف بسبب الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 45 درجة مئوية وتم تأجيلها إلى ما بين 21 نوفمبر (تشرين الثاني) و 18 ديسمبر (كانون الأول). وهذا سيثير الفوضى لكرة الأندية حول العالم وخصوصاً الدوري البريطاني حيث اشترك 108 لاعبين من 20 نادياً في كأس العالم التي استضافتها روسيا. وإضافة إلى ذلك، هنالك الاعتبارات الأخلاقية التي تمنع أي نوع من أنواع التمييز في الدول التي تستضيف البطولات والتي تتعلق أيضاً بحسن التعامل مع اليد العاملة. هنالك مليونا عامل من المهاجرين والذين لقي 1200 شخص منهم حتى الآن حتفه بحسب اتحاد النقابات الدولي. ويجب أن يقارَن هذا الرقم بأعداد الذين قضوا أثناء أعمال البناء في روسيا والذين لم يصلوا إلى 10 ضحايا".

وتابع تاولر أنّ أكثر ما ينبغي أن يقلق العالم هو أنّ قطر داعمة لمجموعات إرهابية مختلفة وهي معروفة بأنها أكبر دولة راعية للإرهاب حول العالم. أعلن حكام قطر علناً تقديم هدية بقيمة مليار دولار للإخوان المسلمين. صنّف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حماس على لائحة الإرهاب، لكنّ قطر حليفة مع كلتا المنظمتين اللتين دعمتهما على مدى سنوات. وفقاً لتقارير أممية وأوروبية، مولت الدوحة جناح حماس العسكري في غزة وجبهة النصرة التي تشكل أحد فروع القاعدة في سوريا.

ويشير الكاتب إلى التمويلات تصل إلى مئات المليارات من الدولارات وهي تُستخدم لدعم وتدريب وتنفيذ نشاطات إرهابية تركت آلاف القتلى ومئات الآلاف من الجرحى. من الصعب فهم كيف يمكن إعطاء حق استضافة كأس العالم إلى دولة كهذه. 

ودعا الكاتب قرّاءه إلى تذكر أنّ شبكة الجزيرة الرسمية تستضيف متطرفين يبررون الهجمات الإرهابية أو يسعون لتشريع العنف. ووجدت شبه الجزيرة الصغيرة مساحة لاستضافة رئيس حركة حماس وكذلك خالد شيخ محمد سنة 1996 والذي خطط لهجمات 11 سبتمبر.

ويؤكد الكاتب أنه لا يزال هنالك وقت لسحب حق استضافة كأس العالم من قطر ولا يزال هنالك وقت للفيفا كي تتوقف عن البحث عمّا يملأ جيوبها وتبدأ اهتمامها بالعالم. خسرت لندن المال حين قدمت خدمة للعالم سنة 1948. يمكن ربما اليوم إقناعها بفعل الشيء نفسه. لكن هذه المرة سيكون صعباً عدم استفادتها من حدث كهذا.