عدن مُهئ وحضرموت ينتظر.. هل حان الوقت للإعلان عن اليمن الاتحادية؟

تقارير وتحقيقات

الرئيس هادي
الرئيس هادي

يمكن النظر إلى إعلان اليمن دولة اتحادية مكونة من ستة أقاليم وهو الإعلان الذى جاء على لسان الرئيس عبد ربه منصور هادى تحولا نوعيا لإنهاء أكثر من نصف قرن من حكم مركزى تعاقب على اليمن شمالا وجنوبا حتى قبل ولادة دولة الوحدة الحديثة فضلا عن كونه ينطوى على تأكيد حدوث تحول كبير من النظام المركزي الى النظام الاتحادى ـ 

المرونة السياسية

الفيدرالى يتسم بقدر أكبر من المرونة السياسية والقدرة على التعاطى مع التطورات والتغيرات الوطنية والأقليمية بل والدولية وذلك كنتيجة مباشرة للحوار الوطنى الذى شاركت فيه مختلف القوى السياسية فى البلاد واختتم فى الخامس العشرين من يناير الماضى وشكل هذا الإعلان الحد الأدنى الذى حظى بقبولها جميعا عوضا عن القبول بخيار التقسيم والانفصال الذى سعى إليه كل من الحراك الجنوبى والحوثيين فى صعدة .

إنهاء أكثر من نصف قرن من حكم مركزى

 ومع ذلك فإن هذا الإعلان  يمكن النظر اليه باعتباره تحولا نوعيا لإنهاء أكثر من نصف قرن من حكم مركزى تعاقب على اليمن شمالا وجنوبا حتى قبل ولادة دولة الوحدة الحديثة فضلا عن كونه ينطوى على تأكيد حدوث تحول كبير من النظام المركزي الى النظام الاتحادى ـ الفيدرالى يتسم بقدر أكبر من المرونة السياسية والقدرة على التعاطى مع التطورات والتغيرات الوطنية والأقليمية بل والدولية وذلك كنتيجة مباشرة للحوار الوطنى الذى شاركت فيه مختلف القوى السياسية فى البلاد واختتم فى الخامس العشرين من يناير الماضى وشكل هذا الإعلان الحد الأدنى الذى حظى بقبولها جميعا عوضا عن القبول بخيار التقسيم والانفصال الذى سعى إليه كل من الحراك الجنوبى والحوثيين فى صعدة .


ووفقا لرؤية مراقبين فإنه لا يتعين النظر إلى هذا الإعلان من زاوية سياسية فحسب بل من حاجة اجتماعية أيضاً، لا سيما فى ظل الصراعات التى خاضتها الأنظمة المتعاقبة على حكم اليمن، سواء فى إطار شطرى اليمن أو على مستوى اليمن الموحد والتى أفرزت الكثير من التداعيات السلبية وأعاقت البلاد عن تحقيق اختراقات جوهرية على صعيد التنمية والتقدم الاقتصادى والاجتماعى، صحيح أن النظام الاتحادى لن يدخل دائرة التطبيق بالسهولة التى يتصورها البعض من فرط التعقيدات الاجتماعية والسياسية المتراكمة إلا أنه فى المقابل قد ينطوى على إمكانية منح اليمنيين فضاء أكثر قدرة على التعاطى مع المعضلات المزمنة وتجاوز حالات الاحتقان التى فرضت معادلاتها على البلاد خلال العقود الثلاثة الأخيرة.


معارضوا ومؤيدوا النظام الاتحادى


ولا شك أن معارضى النظام الاتحادى كثيرون، وهم يتكئون فى ذلك على ضعف البنية  السياسية والاقتصادية والاجتماعية المؤهلة لهذا الانتقال، بخاصة وأن البلد يعيش على وقع اضطرابات وحروب مصغرة هنا وهناك، ويخشون من أن يكون ذلك مقدمة لتفكك البلاد وانهيارها، إلا أن أنصار النظام الاتحادى يرون فى الشكل الجديد للدولة حلاً للأزمات التى يعانيها اليمن وهو ما يتجلى فى التقرير النهائى الذى قدمته لجنة تحديد عدد أقاليم الدولة الاتحادى الذى يؤكد أن المرتكزات التى سيقوم عليها النظام الاتحادى تتمثل فى تمتع المواطنين اليمنيين بكافة الحقوق والواجبات، إضافة إلى التجانس لضمان الاستقرار الاجتماعى والاقتصادى.


هل حان الوقت للإعلان عن بدء النظام الاتحادي؟


وفقًا لخبراء يروا أن الوقت حان بالفعل لتسليم كُل إقليم لقيادته ومن ثم البدء في الإعلان عن ولادة النظام الفيدرالي في اليمن فهناك أقاليم أصبحت مُحررة بالكامل والإعلان اليوم عن تبعيتها لسلطتها المحلية ومن ثم ظهور إيجابية القرار سيعطي فيما بعد لأبناء الأقاليم الذين يقعون تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الدافع للانقضاض على الحوثيين وتحرير بلادهم من دنسهم.


إقليم عدن مهئ للإعلان


تعتبر كل مُحافظات أقاليم عدن مُحررة سواء عدن أو أبين أو لحج أو الضالع، فما الذي يمنع الرئيس عبد ربه منصور هادي من إعلانه إقليم مُستقل كبداية لدولة فيدرالية اتحادية.


إقليم حضرموت ينتظر بفارغ الصبر


ليس فقط إقليم سبأ من ينتظر القرار بل أيضًا إقلي حضرموت الذي نجح القت اليمنية بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في تحريره بالكامل سواء حضرموت أو سقطرى أو شبوة أو المهرة.

 

باقي الأقاليم الغير مُحررة


يرى خبراء لليمن العربي أنه يجب تعيين قيادات لأقاليم التي لم تُحرر بالكامل والوقوف بجانب قيادتها حتى اكتمال التحرير ليظهر بشكل كبير صورة الدولة اليمنية في العهد الفيدرالي.


التنافس فى إدارة الأقاليم


ومن الأهمية بمكان توافر القناعات القوية لدى النخب السياسية الفاعلة فى البلاد بأن الانتقال إلى النظام الجديد يعد فرصة لإعادة الحياة من جديد إلى بلد أنهكته الصراعات خلال السنوات الخمسين الماضية، وأن الوقت قد حان ليختبر اليمنيون أنفسهم فى هذا التحدى الذى سيجعلهم قادرين على حكم أنفسهم بأنفسهم من خلال التنافس فى إدارة الأقاليم التى سيتم تشكيلها وفق معايير جغرافية تنهى حالة الصراع القائم حالياً على أساس شمال وجنوب.