صحيفة: قطر وتركيا لن يحصدا إلا «الصفر المكعب»

عرب وعالم

اليمن العربي

أكدت صحيفة خليجية، أن "قطر وتركيا تلعبان في ملعب ليس ملعبهما؛ لذلك لن يحصدا إلا «الصفر المكعب»؛ لأن متعوس الرجاء لن يستطيع شيئاً لخائب الرجاء". 


وأضافت صحيفة "الخليج" - بعدها الصادر اليوم السبت - تابعها "اليمن العربي" - "يقال إن المتعوس وخائب الرجاء اجتمعا، وحاولا مساعدة بعضهما بعضاً، وكانت النتيجة الخيبة للاثنين؛ لأنهما لا يستطيعان تقديم ما يمكن أن ينقذهما من الحال الذي هما فيه". 



ومضت الصحيفة "عندما قام أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، بزيارة إلى أنقرة واجتمع إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي، على أمل إنقاذه من تداعيات العقوبات الأمريكية، وتدهور قيمة الليرة التركية أمام الدولار، بتقديم 15 مليار دولار كاستثمارات قطرية في تركيا، إنما فعل ذلك كي يحافظ على التحالف القائم بين بلاده وتركيا، بعدما هددت أنقرة بسحب قواتها من قطر، لتترك النظام القطري عارياً ومكشوفاً".

وتابعت "بعدما بدت ملامح فتور تركي تجاه النظام القطري، عبّرت عنه صحيفة «تقويم» التركية المقربة من أردوغان، حيث تساءلت الصحيفة في افتتاحية لها، عن طبيعة علاقة الصداقة التي تجمع بين الدوحة وأنقرة متسائلة: «أي نوع من الصداقة هذه؟»".

وأشارت الصحيفة إلى أن حالة من الإحباط تسود الأتراك، بعدما دعمت كثير من الدول قرار العقوبات الأمريكية ضد تركيا، وأن «الصدمة غير المتوقعة كانت من طرف قطر، التي بدلاً من أن تدعم أنقرة، اختارت أن تبقى صامتة تجاه ما يحدث في تركيا».

واستعرضت الصحيفة «الدعم التركي الكبير»، الذي قدمته أنقرة للدوحة على مختلف الصعد، على خلفية مقاطعة الدول الأربع لها، وتحدثت عن أفضال أنقرة على الدوحة، من خلال تسيير رحلات الشحن الجوية إلى قطر، والوقوف إلى جانبها.

وتقول الخليج "تعرف الدوحة أن ما تحدثت عنه الصحيفة التركية لا يمكن أن يصدر إلا بموافقة من رأس السلطة التركية، وتدرك مغزى هذا اللمز التركي من قناة قطر؛ لذلك وقع أهل الحكم بين المطرقة التركية والسندان الأمريكي، فهم لا يستطيعون إغضاب تركيا، ولا يستطيعون إثارة الولايات المتحدة، خصوصاً أن الوجود العسكري التركي في قطر، بات يشكل ورقة ابتزاز رابحة بيد أنقرة، كما أن واشنطن قد تنظر إلى أي دعم قطري لتركيا، بعين الشك والريبة". 

وزادت "لذلك جاءت زيارة تميم إلى أنقرة بعد اتصال من أردوغان، وبعد الانتقاد الشديد اللهجة من جانب الصحف التركية لصمت الدوحة، وعدم المسارعة في إنقاذ العملة التركية". 

ورأت "وكي يتفادى تميم حنق أنقرة وغضب واشنطن، قرر تقديم 15 ملياراً كاستثمارات قطرية في مشاريع تركية، ولم يقدم دعماً مالياً عينياً؛ لأن المشاريع الاستثمارية تحتاج إلى وقت طويل، كي تؤدي دورها في الاقتصاد التركي، بينما تقديم الدعم المالي الفوري يمكن أن يسهم في تحسين وضع الليرة، وبذلك أمسك العصا من الوسط، بتقديم عربون وفاء لتركيا على ما قدمت له من دعم، وفي نفس الوقت تحاشى إغضاب واشنطن". 

واختتمت "لكن، وفقاً لخبراء الاقتصاد، فإن ما قدمته قطر لن يمكّن تركيا من تجاوز محنتها الاقتصادية، خصوصاً أن سيف العقوبات الأمريكية لن يتوقف عند حدود الإجراءات التي اتخذت حتى الآن؛ بل قد تتصاعد إذا لم تخضع تركيا للشروط الأمريكية، وخصوصاً ما يتعلق بإطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برانسون".