لماذا الالتحاق بالدراسات العليا في جامعة حضرموت أمرا شبه مستحيل؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أصبح طريق الالتحاق بالدراسات العليا في جامعة حضرموت هذا العام 2018، أمرا شبه مستحيل، حيث عزف الكثير من الطلاب الراغبين في مواصلة مسيرتهم التعليمية عن دراسة الماجستير بسبب القرارات التي اتخذتها الجامعة مؤخرا والتي تمثلت في رفع رسوم الدراسة بزيادة قدرت نحو 80% مقارنة بالعام المنصرم. 

حيث قررت الجامعة مع بداية العام الجاري 2018، رفع رسوم الالتحاق بالدراسات العليا الى 450 ألف ريال؛ أي ما يعادل 900 دولارا أمريكيا، في حين كانت رسوم العام الماضي لا تتجاوز 250 ألفا؛ أي ما يعادل 500 دولار.

وأعتبر الطلاب المتقدمين للالتحاق بالدراسات العليا من مختلف الأقسام والتخصصات أن الجامعة أخفقت في اختيار التوقيت المناسب لترفع فيه رسوم الدراسة، وذلك نظرا لما تمر به البلاد من أزمة هي الأسوأ على الإطلاق.

ويقول بعض الطلاب لمراسل الـ"اليمن العربي" إن جامعة حضرموت أصدرت قرارا خاطئا وغير مدروس لعدم مواكبته للواقع والغلاء المعيشي الذي يفرض نفسه في كافة محافظات البلاد، وانه كان من المفترض على الجامعة أن تستثني أبناء حضرموت من القرار وفرضه على القادمين من المحافظات الأخرى .. مبديين استيائهم من القرار الذي تم اتخاذه بالتزامن مع الظروف المعيشية الصعبة دون أي مبالاة من الجامعة اتجاه الطلاب ورغبتهم في إكمال مسيرتهم التعليمية.

وكانت جامعة حضرموت قد أعلنت أن 24 يونيو الماضي من العام الجاري 2018 موعد البدء في إجراءات التنسيق والقبول للدراسات العليا، وأن 24 يوليو موعد انتهاء الإجراءات. 


وكانت قد شهدت نسبة الإقبال على الدراسات العليا تراجعا لم يكن في حسبان في جامعة حضرموت خلال الأسابيع الأولى، حيث ان عدد الطلاب المتقدمين خلال الأسبوع الأول لم يتجاوز 4 طلاب فقط، ما دفعها الى تمديد فترة التنسيق والقبول حتى الـ2 من سبتمبر أملا منها أن يزداد العدد.

ويرى الطلاب أن قرار التمديد الذي أصدر قبل موعد انتهاء إجراءات التسجيل مؤشر يؤكد عدم دراسة الجامعة للقرار بشكل جيد، إذ أنه انعكس بشكل سلبي عليهم ودفع البعض منهم إلى استبعاد فكرة المواصلة والبحث عن عمل حر .. مؤكدين أن رسوم التسجيل في بعض الجامعات اليمنية الحكومية أقل كلفة من رسوم جامعة حضرموت.

ويشير الطلاب الى أنهم كلفوا أحد الصحفيين في حضرموت بالتواصل مع المحافظ اللواء الركن "فرج سالمين البحسني" قائد المنطقة العسكرية الثانية، للتدخل للإسهام بحل وسيط لهذه المعضلة التي أرقتهم وأوشكت على حرمانهم من إكمال تعليمهم - للنهوض بالبلاد نحو الأفضل - ودفعت البعض منهم الى الضغط على أسرهم عن طريق بيع مجوهرات أمهاتهم ومدخراتهم التي أفنوا سنوات طولة في ادخارها، وتم التواصل مع السيد المحافظ عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل "فيسبوك" إلا أنه رد بأن الجامعة تعاني من شحة في الميزانية.

وأعرب الطلاب لـ"اليمن العربي" عن استيائهم الشديد من الزيادة باعتبارها مفرطة وغير مبررة .. مؤكدين في الوقت ذاته أنهم غير ممانعين منها في حال كانت نسبة الزيادة معقولة.

ويناشد الطلاب الحضارم السلطة المحلية في المحافظة ممثلة بسيادة المحافظ ودول التحالف الشقيقة عبر منصة "اليمن العربي" آملين منهم التدخل في عمل حل وسيط لهذه الإجراءات التي تزيد من معاناتهم ومعاناة أسرهم، وعدم ترك أحلامهم تذهب أدراج الرياح لأن المجتمعات الراقية لا تنهض إلا بشبابها.