معارض إيراني: مليشيات تسحب العملة الصعبة من العراق وتنقلها لطهران

اقتصاد

اليمن العربي

منذ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن بدء سريان عقوباتها الجديدة على النظام الإيراني في الـ٧ من أغسطس/آب الحالي، كثفت مليشيات الحرس الثوري التابعة لطهران، عبر المليشيات والشركات التابعة لها في العراق، من عمليات سحب العملات الصعبة لكسر العقوبات وحماية نظام الملالي من السقوط. 

وكشف حسين يزدان بنا، رئيس حزب الحرية الكردستاني المعارض للنظام الإيراني لـ"العين الإخبارية"، أن الإرهابي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، يشرف على عمليات سحب العملة الصعبة من العراق.


وأشار إلى أن سليماني أصدر الأوامر لمعسكر رمضان المختص بالإشراف على النفوذ الإيراني في العراق والمعسكرات الأربعة المتفرعة منه والمعروفة بالمقرات، وهي معسكرات نصر و رعد وظفر وفجر، الموزعة بالتسلسل في مدن نغدة ومريوان وكرمانشاه وأهواز، لاتخاذ كافة الإجراءات والطرق لنقل الملايين من الدولارات والعملات الصعبة الأخرى إلى إيران يوميا وكسر العقوبات المفروضة عليها.

وتابع  بنا "مليشيا الحرس الثوري تدير كافة التعاملات التجارية الإيرانية عبر الطرق الرسمية وغير الرسمية مع الخارج، بما فيها تجارة النفط وعمليات غسيل الأموال و تهريب الأدوية والسجائر والمشروبات الكحولية والمخدرات".

ولفت إلى أن فيلق القدس الذي يتولى إدارة عمليات الحرس الثوري خارج الحدود الإيرانية يعمل عبر كافة الطرق غير الرسمية ، من خلال الحدود التي تربط إيران بدول جوارها الأربعة، وهي تركيا والعراق وأفغانستان وباكستان، على تفعيل عمليات تهريب الأموال والبضائع إلى داخل الأراضي الإيرانية بالتنسيق مع سفارات وقنصليات النظام الإيراني في هذه الدول، مشيرا إلى أن النظام الإيراني يواصل ضخ العملات المزيفة إلى الأسواق العراقية.

وتعمل المئات من الشركات والمؤسسات التابعة لفيلق القدس داخل الأراضي العراقية، وتشرف بالتنسيق والتعاون مع المليشيات والأحزاب التابعة لإيران على عمليات غسيل الأموال وسحب العملات الصعبة إلى داخل الأراضي الإيرانية وتسهل نقل المخدرات إلى العراق، وتدير في الوقت ذاته عمليات نقل السلاح والمسلحين عبر الأراضي العراقية إلى اليمن وسوريا.



وسلط المعارض الإيراني، الضوء على أبرز الأشخاص والمؤسسات التي تنفذ عمليات سحب العملة الصعبة من العراق إلى إيران، مشيراً إلى أن السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي (أحد مسؤولي فيلق القدس)، وحسن دنائي فر السفير الإيراني السابق ، ومؤسسة إعادة إعمار بناء العتبات المقدسة ، ومركزي المبين والكوثر وشركة أميران في البصرة، وشركة نقل جوان سير، والهلال الأحمر الإيراني وشركات أخرى"، مبينا أن رضا حيدري المسؤول المالي في فيلق القدس الذي يتخذ من طهران مقراً له، هو أحد الأشخاص الذين يشرفون على عمليات تزييف الدولار وإدخاله إلى الأسواق العراقية.

واجتمع الإرهابي قاسم سليماني خلال إحدى زياراته إلى العراق التي أجراها في يونيو/حزيران الماضي مع حسن بلارك، رئيس مؤسسة إعادة إعمار وبناء العتبات المقدسة (مؤسسة إيرانية تابعة لفيلق القدس) لمتابعة عمليات سحب الأموال وغسيلها و التهريب و تمويل الإرهاب التي ينفذ فيلق القدس قسما منها تحت غطاء هذه المؤسسة، وحضر اللقاء عدد من مسؤولي الحرس الثوري والمليشيات، من بينهم الإرهابي أبو مهدي المهندس مسؤول كتائب حزب الله.

وبحسب معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" تضم شبكة فيلق القدس المكلفة بسحب العملة الصعبة من العراق، نوري المالكي رئيس حزب الدعوة وقائمة دولة القانون، وقيس الخزعلي، أمين عام مليشيا العصائب وهادي العامري أمين عام منظمة بدر ورئيس هيئة الحشد الشعبي وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، الأمين العام لكتائب حزب الله، وأكرم الكعبي، أمين عام حركة النجباء.



وتسيطر المليشيات التابعة لإيران على المطارات والمنافذ الحدودية والمدن والمجالات الحيوية في غالبية أنحاء العراق، باستثناء إقليم كردستان الذي يدار من قبل حكومة الإقليم، وتشير المعلومات إلى أن هادي العامري نقل خلال مايو/أيار الماضي أكثر من ١٥ مليار دولار في أكياس البريد الدبلوماسي التي لا تفتش عبر مطار بغداد الدولي إلى طهران لحماية النظام الإيراني الذي أوشك على الانهيار.

وشهدت مدينة البصرة، خلال الأسبوع الحالي، حملة موسعة من قبل مكاتب الصيرفة والبنوك التابعة لحزب الدعوة والأحزاب والمليشيات الإيرانية لشراء الدولار الأمريكي والعملات الأخرى وسحبها من أيدي المواطنين ومن ثم نقلها عبر منفذ الشلامجة الحدودي إلى إيران.

 وكشف مسؤول عراقي في معبر الشلامجة الحدودي لـ"العين الأخبارية" تفاصيل العملية قائلاً، "اجتمع قائد حرس الحدود العراقي الفريق حامد عبدالله إبراهيم في ١١ أغسطس/آب الحالي مع نظيره الإيراني العميد قاسم رضائي داخل الأراضي الإيرانية وعقدا صفقة لنقل العملة الصعبة إلى إيران، وتسهيل عمليات التهريب الإيرانية، ومساهمة العراق في دعم إيران من خلال كسر العقوبات المفروضة عليها".