صحيفة: روسيا تحث الخطى في أزمة سوريا على خطين

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة إماراتية، إن روسيا تحث الخطى في مسار الأزمة السورية على خطين، أولهما القضاء على «جبهة النصرة» وحسم معركة إدلب، وثانيهما إعادة الإعمار بالتزامن مع إعادة اللاجئين، وهي تكثف بهذا الصدد اتصالاتها السياسية مع الأطراف المعنية بقضية اللاجئين والمستعدة للمشاركة في تحمل أعباء هذا الحمل الثقيل مثل ألمانيا وفرنسا وتركيا، كما أنها تقوم باستعدادات عسكرية بالتنسيق مع النظام السوري، ووضع الخطط الكفيلة بحسم معركة إدلب بأقل الخسائر الممكنة، وبأسرع وقت.

واوضحت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الخميس - تابعها "اليمن العربي" -  ان زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبل يومين إلى أنقرة والاجتماع إلى نظيره التركي مولود جاويش أوغلو جاءت في إطار ذلك، أي بحث السبل الكفيلة بإغلاق ملف «جبهة النصرة» في إدلب أسوة بباقي المناطق التي تم فيها القضاء على الجماعات الإرهابية في جنوبي سوريا وأرياف دمشق الشرقية والقلمون، وحيث تجري الآن مطاردة فلول «داعش» في بادية السويداء. وكذلك بحث الاستعدادات للقمة الرباعية لزعماء كل من روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا التي من المقرر أن تعقد في إسطنبول في السابع من شهر أيلول/سبتمبر المقبل، والتي سيتم فيها بحث مسألتَي إعادة اللاجئين السوريين وإعادة إعمار سوريا.

واشارت الى ان لافروف أكد أن المباحثات مع أوغلو تناولت بشكل مستفيض مسألة إدلب، وأشار إلى أنه تم في سوريا القضاء على تنظيم «داعش» تقريباً، وأن «المهمة الرئيسية اليوم هي القضاء على جبهة النصرة». وهذا يعني أن موسكو أبلغت أنقرة قرارها بشأن ضرورة حسم معركة إدلب بأسرع وقت ممكن. ونظراً للعلاقة الخاصة بين أنقرة وجبهة النصرة، والمجموعات العسكرية الأخرى في المحافظة، فإن موسكو ترى أن دور أنقرة مهم للغاية في تجنب معركة عسكرية مكلفة، قد ينتج عنها لجوء مئات ألوف السوريين إلى تركيا، عدا آلاف الضحايا من المدنيين، خصوصاً أن الجماعات المسلحة الموالية لجبهة النصرة معظمها من غير السوريين، وتحديداً من جماعة الإيغور الصينيين ومن دول آسيا الوسطى مع عائلاتهم، وقد خرج معظم هؤلاء من المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري في الأشهر الأخيرة، لأن لا سبيل أمامهم إلا اللجوء إلى آخر معاقل جبهة النصرة، كي يخوضوا هناك معركتهم الأخيرة.

واعتبرت انه يمكن أن تعمل أنقرة بالتعاون مع روسيا على إيجاد مخارج سياسية للجماعات المسلحة التي تعمل بإمرتها والتي توحدت مؤخراً في إطار ما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير»، وهي عبارة عن 11 فصيلاً، بأن تتولى هذه «الجبهة» مهمة مواجهة «جبهة النصرة» في إطار عسكري وسياسي يتم الاتفاق عليه مع موسكو ودمشق من خلال عملية التسوية السياسية التي تقودها روسيا، وإذا فشل هذا الخيار فإن الاستعدادات العسكرية السورية والروسية جارية على قدم وساق لحسم المعركة، وهو ما أشار إليه لافروف في أنقرة بأن موسكو «تقدم الدعم للجيش السوري في مكافحة الإرهاب في هذه المنطقة».

واختتمت:"يبدو أن روسيا تستغل أزمة تركيا الاقتصادية وعلاقاتها المتدهورة مع الولايات المتحدة لاستمالتها في زيادة الشراكة الاستراتيجية معها، والعمل على إغرائها بدور في تسوية الأزمة السورية، إضافة إلى أدوار أخرى لفرنسا وألمانيا من خلال إعادة اللاجئين والإعمار.