إيران تحظر حفلات "موسيقى الشارع" المتمردة على قمع الملالي

ثقافة وفن

اليمن العربي

كشفت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن أجهزة أمنية في البلاد أصدرت قرارا يقضى بحظر إقامة حفلات موسيقى الشارع دون إذن مسبق من وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية، في خطوة يرى نشطاء ومعارضون أنها تستهدف قمع الفن المستقل، الذي يحظى بأهمية لدى قطاعات فنية واسعة في إيران.

وأوردت وكالة أنباء "خانه ملت" الإيرانية المقربة من البرلمان، أن القرار جرى اعتماده بجلسة برلمانية عقدت الأسبوع الماضي، بحضور اللجنة الثقافية البرلمانية، ووزارة الاستخبارات، والشرطة، وكذلك بلدية العاصمة الإيرانية طهران، إلى جانب وزارة الثقافة التي يسيطر عليها المتشددون.


ورفعت الاستخبارات تقريرا، بحسب "خانه ملت"، إلى البرلمان تحذر فيه من تنامي فن موسيقى الشارع وانتشارها على نطاق واسع داخل البلاد في الآونة الأخيرة، بدعوى أن تلك الحفلات تتضمن مشاهد خارجة عن الأعراف الاجتماعية وتؤدي إلى سلوكيات خارجة، بحسب زعمها.

واعتبرت صحيفة "كيهان" اللندنية المعارضة أن القرار يستهدف تقييد إقامة تلك الحفلات الموسيقية الخارجة عن المألوف فنيا بالأساس، والتي لا يتطلب عقدها ترخيصا مسبقا على غرار الحفلات الموسيقية التي يجري تنظيمها داخل صالات أو مسارح مخصصة لهذا الغرض.


وأشارت "كيهان"، إلى أن هذا الفن المستقل الذي لا يزال في أولى خطواته بات يواجه عراقيل صعبة داخل إيران، حيث استضافت شوارع مدن كبرى بالبلاد مثل طهران طوال 4 سنوات مضت، فنانين شبابا ومراهقين هاربين من القيود الحكومية، بهدف عزف موسيقاهم المفضلة بحرية أمام المارة بالطرقات.

وتتجمع تلك الفرق الموسيقية التي تضم مطربات وعازفات أيضا في حلقات مستديرة في الميادين العامة، والحدائق، وكذلك الأسواق والمجمعات التجارية الضخمة؛ من أجل إمتاع العابرين بالموسيقى، الأمر الذي شجع فرقا فنية أخرى على الخروج من حيز شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعي إلى الشارع لأداء موسيقى الراب الصاخبة.

موسيقى الشارع في إيران

وترى الصحيفة المعارضة، أن السلطات الأمنية الإيرانية تعتبر وجود تلك الفرق الموسيقية غير الخاضعة للسيطرة أيدولوجيا بمثابة "تمرد" على قوانين نظام الملالي القمعية؛ لذا تسعى إلى ممارسة التقييد والقمع ضد العازفين والمطربين بها. 

ونقلت وكالة أنباء "خانه ملت" تصريحات عدد من البرلمانيين الإيرانيين حول تحذيرات ومخاوف أطلقتها الاستخبارات وأجهزة أمنية أخرى من حفلات موسيقى الشارع بدعوى أنها تتضمن كواليس تتجاوز المساحة الفنية، ما أدى إلى اتخاذ منحى مناهض لها بزعم الحفاظ على القيم الاجتماعية، على حد قولهم.

وتواجه الموسيقى والفن في إيران قيودا حكومية واسعة منذ 4 عقود، عقب سيطرة رجال الدين المتشددين على سدة الحكم عام 1979، حيث تحظر القوانين الإيرانية على النساء الغناء بشكل منفرد، وكذلك حظر إقامة حفلات موسيقية في أقاليم مختلفة مثل مشهد، إضافة إلى فرض الأجهزة الأمنية رقابة صارمة على عمل الفرق الموسيقية، وكذلك الفنانون سواء السينمائيون أو المسرحيون.