ستراتفور: سياسات الدوحة تسببت في إشعال صراع دولي بالمنطقة

عرب وعالم

اليمن العربي

قال تقرير لمركز "ستراتفور" الاستخباراتي الأمريكي، إن المقاطعة العربية لقطر  دفع الإمارة الخليجية لدق مختلف الأبواب أملا في الحصول على دعم من أي جهة لمواجهة الأزمة التي ضربتها، ما أدى إلىظهور تنافس بين عدة دول لبسط نفوذها في المنطقة.

وقال التقرير إن الدول العربية حاولت في بدء الأمر حث الحكومة القطرية الداعمة للإرهاب والجماعات المحظورة مثل جماعة الإخوان، على تغيير سلوكها، فيما رفضت الدوحة تغيير سياستها الداعمة للإرهاب واستنجدت وقتها بالإدارة الأمريكية للحصول على الدعم الدبلوماسي لتصور نفسها كضحية، إلا أن الأمر لم يدم طويلا وسرعان ما اتجه الدعم الأمريكي للدول العربية التي تتمتع بعلاقات قوية مع واشنطن، وهو الأمر الذي أربك الدوحة لفقدانها حليفا قويا.

كما أشار التقرير إلى أن مواقف الدوحة وتخبطها دفع واشنطن للتخلي عنها والوقوف بجانب الدول العربية وتخلي ترامب عن فكرة دعم تميم، وهو ما دفع قطر للبحث عن حلفاء جدد يقدمون الدعم للإمارة الصغيرة، مشيرا إلى محاولتها تقوية العلاقات مع تركيا وإيران وروسيا والصين، وهو ما يكسب تلك الدول نفوذا جديدة في منطقة الشرق الأوسط التي تربطهم بها مصالح مشتركة.

وأوضح أن تركيا كانت أكثر الدول استفادة من تلك المقاطعة، حيث تدخلت لدعم قطر فورا استغلالا لموقف لدعم نفوذها بالمنطقة، مضيفا أن أنقرة نحت خلافتها السابقة من الدوحة جانبا لتعزيز نفوذها العسكري، حيث أقامت قاعدة عسكرية هناك رغم أنها عدوة بحلف الشمال الأطلسي "الناتو"، حيث يعتبر افتتاح أنقرة لتلك القاعدة أمرا خارج إطار مواثيق الناتو، وأكد التقرير أن هذا الأمر بمثابة علامة فارقة لوضع تركيا الأمني في المنطقة، وهو ما يساعدها في تنصيب نفسها حاميا للدول السنية الصغيرة بالمنطقة.

واستطرد التقرير أن إيران كانت ثاني المستفيدين، حيث سارعت هي الأخرى لتقديم الإمدادات الأساسية لقطر مثل الغذاء وغيره من المواد كالغاز والنفط، حيث تعاني إيران هي الأخرى من عقوبات وإشكاليات في المنطقة بسبب دعمها لميليشيات الحوثي وحزب الله، ما جعل التقارب بين الدوحة وطهران أمر يصب في مصلحة كليهما.

وحاولت الدوحة أيضا تغيير سياستها نحو الخارج بعد فشلها في إقناع ترامب بدعمها علنا في وجه الدول العربية، ما اضطرها لدق باب موسكو وبكين، فعلى سبيل المثال أبرمت قطر صفقات عسكرية ضخمة مع روسيا وكذلك الصين لشراء عدد من الصواريخ، ولا تسعى قطر لشن هجمات عسكرية بتلك الأسلحة لكنها تقوي علاقتها مع موردي الأسلحة الرئيسيين أملا في كسب دعمهم.

واستبعد التقرير أن تدعم روسيا قطر بصفقات عسكرية جديدة أو تؤيد موقفها ضد الدول العربية، حيث تتمتع موسكو بعلاقات قوية للغاية مع السعودية ومصر.

وأشار أيضا إلى أن علاقة قطر بإيران تؤرق الولايات المتحدة وقد تدفعها في نهاية الأمر لانتهاج سياسة أكثر صرامة مع الدوحة، حيث أظهرت واشنطن استعدادها لاستخدام نفوذها الأمني والاقتصادي من خلال منع بيع صفقات الأسلحة وفرض العقوبات الاقتصادية.

ويعد استمرار دعم الدوحة للإرهاب وبينهم جماعة الإخوان عامل فارق في التوجهات الخارجية نحوها، فقد يدفع هذا الأمر واشنطن لتغيير سياستها نحوها بشدة وضمها لقائمة الدول التي تتم معاقبتها.

وأشار التقرير إلى أن تركيا وإيران والصين أو حتى روسيا لن تستطيع اتخاذ موقف معادٍ لموقف الولايات المتحدة تجاه قطر دون علم واشنطن، مؤكدا أن استمرار المقاطعة يفتح باب المنافسة أمام تلك الدول للعب دور محوري في المنطقة.