مرشد إيران يتنصل من الأزمة الاقتصادية ويحمّل روحاني مسؤوليتها

عرب وعالم

اليمن العربي

ألقى المرشد الإيراني علي خامنئي بمسؤولية الأزمة الاقتصادية الحالية على عاتق الرئيس حسن روحاني، قائلا إنه تخطى "الخطوط الحمراء" في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، ما تسبب في الوضع الراهن.

وتعكس انتقادات خامنئي، وهي الأعنف منذ تولي روحاني السلطة، قدر الارتباك الذي تعاني منه طهران بفعل الضغوط الداخلية والخارجية.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن التصريحات التي ألقاها خامنئي فاقمت الضغط على الرئيس الإيراني، الذي يصارع الاحتجاجات الاقتصادية والغضب بسبب الفساد المتوطن في مؤسسات الدولة، وتهديد الصراع المحتمل مع الولايات المتحدة ودعوات الفصائل المتشددة لاستقالات في الحكومة.

وكان روحاني يأمل في أن يسهم الاتفاق النووي الذي أبرم مع الولايات المتحدة وغيرها من القوى العظمى قبل نحو 4 سنوات في انتعاشة اقتصادية، لكن وعوده أجهضت منذ انسحاب الإدارة الأمريكية من الاتفاق في مايو/أيار وتوجهها لإعادة فرض العقوبات.



خلال الأشهر الثلاثة الماضية، انهارت قيمة العملة الإيرانية، وألغت شركات متعددة الجنسيات خططها للقيام بأعمال تجارية في إيران؛ خوفا من التهديدات القوية بعقوبات اقتصادية في الولايات المتحدة.

وقال خامنئي، الإثنين، إنه بسبب إصرار روحاني وفريقه سمح لهم بإجراء مفاوضات على الاتفاق النووي، الذي بموجبه خفضت إيران أنشطتها النووية مقابل تخفيف وطأة الجزاءات، لكنه أشار إلى أن المفاوضين الإيرانيين قدموا تنازلات كثيرة متخطيين الخطوط الحمراء التي تم تحديدها.

وأشار محللون إلى أن إيران ليست مهتمة بصراع مسلح مع الولايات المتحدة، وقد استغل خامنئي الفرصة لتوضيح أن إيران لا تسعى وراء قتال، رغم إدانته لأمريكا عبر "تويتر".



وقال محللون يتتبعون السياسات الإيرانية الغامضة، إن انتقاداته التي أطلقها، الإثنين، كانت أكثر حدة في الإلقاء باللوم على روحاني.

وأوضح الخبير الإيراني وأستاذ العلوم السياسية بجامعة سيراكيوز، مهرزاد بوروجردي، أن خامنئي يضحي بروحاني بعدة طرق، مشيرا إلى أنه في حين لام خامنئي نفسه على التصديق على المفاوضات النووي، يلقي بالذنب على روحاني.

وأمس الإثنين، نقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية تصريحات للمرشد الإيراني، اعترف فيها بأن المشكلات المتفاقمة في أسواق النقد الأجنبي والعملات الذهبية وغيرها ناجمة عن سوء الإدارة الحكومية.

وقال المرشد في خطاب له أمام حشد بحسينية الخميني في طهران، إن "سوء الإدارة الاقتصادية داخليا قد أضر إيران أكثر من العقوبات الأمريكية".