تفاصيل عملية بطولية لشابين عمانيين ضحايا بحياتهما لإنقاذ سعوديتين

عرب وعالم

اليمن العربي

لقي شابان من سلطنة عمان، حتفهما غرقاً في وادي “دربات” بصلالة، أثناء محاولتهما إنقاذ فتاتين سعوديتين من الغرق.

 وتناولت وسائل الإعلام ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قصة البطلين، معتبرين ذلك نموذجاً للتضحية ووسام فخر.

بدوره، عبّر والدهما عن فخره بما حدث قائلا: “ما حدث يعتبر شهادة وشرف للأسرة، عندما تمكنا من إنقاذ فتاتين من الغرق، فهما نموذج يحتذى به”.

وأضاف حمدان محمد سيف ابن عم المتوفيين في حديث مع “العربية نت” إن الشابين طارق بن سالم الناصري وحميّر سعيد الناصري، كانا في رحلة سياحية في صلالة، وهرعا لإنقاذ الفتاتين، وتمكنا من ذلك قبل أن يغرقا في الوادي” .

وتابع: “أن حميّر وطارق اتجها في رحلة إلى صلالة، والتي تبعد ألف كيلومتر عن القرية التي يسكنان بها في ولاية الحمراء بسلطنة عمان، وبينما كانا يرتشفان القهوة مع بعض الأقارب والأصدقاء، شاهدوا استغاثة والدة فتاتين سعوديتين (21 و22 عاماً)، طالبة النجدة لإنقاذ ابنتيها من الغرق في الوادي، بعد أن سقطتا أثناء قيامهما بالتصوير، حينها هرع الشباب الأربعة لإنقاذ الفتاتين، لكن القضاء سبق، فتوفي اثنان منهم، فطبيعة بيئة الموقع تغيرت بسبب الأمطار، وكانت الأرض غير ثابتة وفيها انزلاقات”.

وواصل سرد القصة: “تشرفنا بإنقاذ أبنائنا للفتاتين السعوديتين، وهذا ما تعلمناه من صاحب الجلالة السلطان قابوس، الذي علمنا أبجديات إكرام الضيف وإغاثة الملهوف واحترام الجار، وأن نسلك السلوك الحسن مع الضيوف، وهذا درس تعلمناه، وهو أمر ليس غريبا”.

 

و يعمل حمير في جهاز الشرطة، وأما طارق فقد أنهى دراسته الجامعية، وعُرفا بالخلق والبشاشة والجميع يتحدث عنهما بكل خير، ونعتبر إنقاذ أبناء عمي للفتيات السعوديات، واجب وشرف للأسرة.

وقال حمدان: “إن الخبر وصل في تمام الثانية ظهراً بتوقيت سلطنة عمان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حينها بادرت الأسرة بالاتصال بحميّر، وكان آخر تواصلهما مع الأسرة في الواحدة و47 دقيقة، وما هي إلا لحظات حتى ظهرت آخر صور لهما”.

وقال حمدان، تم إبلاغ الدفاع المدني الذي حضر خلال ثلث ساعة، على الرغم من وعورة الموقع وصعوبة الوصول إليه، ولكن كانا قد فارقا الحياة، وتم انتشال جثتيهما يوم الخميس، ونقلتا إلى مستشفى السلطان قابوس، وكانت هناك إجراءات طبية لحين التمكن من نقلهما بالطيران إلى مطار مسقط، ومنه إلى قريتهما التي تسمى “العيشي”، وتم نقلهما يوم الجمعة والصلاة عليهما فجر يوم السبت.