بالصور.. مصري يبتكر آلة توفر 86% من تكلفة حصاد الزيتون

منوعات

اليمن العربي

وجدتها وجدتها.. تهلل وجه الباحث خالد محمد زكي بمركز بحوث الصحراء بمصر، ونطق بهاتين الكلمتين، عندما كان يبحث قبل نحو 11 عاما عن أطروحة يقدمها للحصول على درجة الماجستير، فشاهد معاناة العمالة اليدوية مع حصاد الزيتون، فقفزت إلى ذهنه فكرة تصميم آلة لحصاد هذا المحصول.

وخلال 3 سنوات من العمل المتواصل، تمكن "زكي" من تصميم الآلة وتجربتها وحصل على درجة الماجستير من كلية الزراعة جامعة الزقازيق، شمال القاهرة، في عام 2011، وظل يمني نفسه بالفرصة التي تخرج بابتكاره من نطاق البحث إلى التطبيق، إلى أن جاءته بشائر الأمل مؤخرا من خلال استعداد مركز بحوث الصحراء للمشاركة في مشروع نقل التكنولوجيا للمناطق البرية، الممول من الاتحاد الأوروبي.

وتقدم المركز في شهر فبراير/شباط الماضي، إلى الجهة الممولة بملف يحتوي على عدة مشروعات يمكن تنفيذها في منطقة سيوة "غرب مصر"، وكان من بينها مشروع لإنتاج أكثر من وحدة من هذه الآلة، وتدريب مزارعي سيوة عليها، حيث يعد محصول الزيتون من المحاصيل الرئيسية بها.

ويقول "زكي" لـ"العين الإخبارية": "هناك وسيلتان لحصاد الزيتون في مصر والدول العربية، إما الحصاد اليدوي، والذي يعتمد على قيام العمالة بتسلق الأشجار باستخدام السلم، وهز الأغصان والفروع والطرق عليها ليسقط الزيتون على الأرض، وهذا يتطلب جهدا بشريا كبيرا وعددا كبيرا من الأيدي العاملة، أو استخدام البعض لذراع تمشيط، يقوم بإسقاط الثمرة من الشجرة دون الحاجة إلى تسلقها، ومشكلة هذه الطريقة أنها تحدث خدوشا بالثمرة تؤثر على جودتها وفرصها التسويقية والتصديرية".

وتجنب الآلة التي اخترعها "زكي" مزارعي الزيتون المشكلتين الناجمتين عبر الحصاد اليدوي أو باستخدام ذراع التمشيط، وذلك عن طريق ﻓﺼل الثمار باستخدام ﻗﻭﺓ الشد الناتجة ﻋﻥ مسكها بين ﺃصابع مشط الحصاد، ثم شدها نتيجة حركته الترددية النصف دائرية ﻓﻴﻤﺎ يسمى بعملية التمشيط.

ويشرح "زكي" كيفية عمل الآلة قائلًا: "هي عبارة عن وحدات من الأمشاط تم تركيبها على محاﻭﺭ ارتكاﺯ تتحرﻙ حرﻜﺔ ترﺩﺩية نصف ﺩﺍئرية، وتأخذ حركتها من ﻋﻤﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ الخلفي للجرار، ﻭيتم تجميع الثمار ﻋﻥ ﻁﺭيق فرشة من البلاستيك سبق وضعها تحت نطاﻕ حركة ﺍﻷمشاﻁ ﻭتساﻗﻁ الثمار".

واختبر "زكي" سرعات مختلفة لمشط الحصاد، وكانت السرعة الأنسب هي 30 لفة في الدقيقة، حيث لم تؤثر تلك السرعة على جودة الثمرة، وقللت من تكلفة الحصاد بمعدل 86% مقارنة بالطرق التقليدية، حيث ثبت أن استخدامها يساعد المزارع في توفير تكلفة ثلاثة أرباع عدد العمال الذين يتم استخدامهم وقت الحصاد.


ويشير الباحث إلى بعد آخر، وهو أن تأخر الحصاد يؤثر سلبياً على أنواع الزيتون التي يتم استخدامها بشكل أساسي في صناعة الزيوت.

ويقول: "كلما تأخر الحصاد قلت نسبة الزيت بمحصول الزيتون عن المعدلات الطبيعية، وهو ما يجعل استخدام آلات الحصاد ضرورة وليست ترفا".

ويطمح "زكي" أن تكون تجربة الآلة في واحة سيوة هي الانطلاقة نحو تسويقها على نطاق أوسع، لتشمل مناطق أخرى من مصر وبعض الدول العربية.

وتبلغ المساحة المزروعة من الزيتون في مصر حوالي 70 ألف فدان، وينتج الفدان الواحد بين 3 و4 أطنان من الثمار، وتعد دولتي المغرب وتونس من أكثر الدول العربية إنتاجاً له، حيث يصل حجم الإنتاج في المغرب إلى 1.32 مليون طن سنوياً، مما جعلها تحتل المرتبة الخامسة عالميا، بينما يصل في تونس إلى 963 ألف طن سنويا.