كيف غير أعضاء حزب علي عبدالله صالح ولاءاتهم بعد مقتله؟

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

بعد مقتل علي عبدالله صالح على يد الحوثيين في ديسمبر2017 عقب مواجهات دامية بين الحلفيين في الحرب والسياسة، أصبح لا يوجد صور لـ"صالح" في المدن التي تُسيطر عليها ميليشسيا الحوثي الانقلابية.

تبديل الولاءات

تكشف هذه التحولات تعقيدات الحرب في اليمن، حيث بدّل كثير من زعماء حزب صالح ولاءهم لجماعة الحوثيين بعد مقتله؛ بعد أكثر من شهر على مقتل "صالح" تم تعيين هيئة جديدة لرئاسة الحزب برئاسة صادق أمين أبو راس، وهو ما مثل شرخاً في الحزب التابع لـ"صالح" الذي كان قد تعرض بالفعل لشرخ عقب سيطرة الحوثيين على صنعاء وترأس عبدربه منصور هادي (الرئيس اليمني) رئاسة الحزب بعد مؤتمر في الرياض عام 2015. ينفي الحزب حدوث شرخ جديد بداخله.

صحيفة "الميثاق" الناطقة باسم الحزب وبعد أكثر من شهر على مقتل صالح، عاودت الظهور بتعزية لمقتل "صالح" واستمرت في عدة اصدارات (أسبوعية) لاحقة تظهر "إضاءة صالح" التي تنشر مقولات لـ"صالح" قَبل وبَعد ترأسه اليمن (استمر 33 عاماً).

في عددها الصادر يوم الاثنين (23 يوليو/تموز) ظهرت الصحيفة على غير عادتها، فقد تم استبدال "من الذاكرة" وهي عبارات تمجد "صالح" أو مقولات له، بعبارات من الميثاق الوطني للحزب، "إن التعصب الأعمى لا يثير إلا الشر، وإن محاولات أية فئة متعصبة للقضاء على الآخرين أو إخضاعهم بالقوة قد فشلت عبر تاريخ اليمن بأكمله...".

وفي صدر الصفحة الأولى نشرت عناوين مقابلة مع من أسمته "السياسي المفكر" عبدالجبار سعد يدعو أعضاء حزب المؤتمر إلى الالتفاف خلف "القيادة الشرعية" برئاسة أبو راس". ولم تٌشر الصحيفة في أي من صفحاتها إلى "صالح" أو لصفته الدائمة التي كانت تتناولها "الزعيم".

في الصفحة الأخيرة والتي كان الجزء العلوي منها مخصص لعبارات "صالح" تظهر صورة "أبو راس" مكتوب بجوارها: "المؤتمر يمرض لكن لا يموت -فيصل أمين أبو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام".

الموقع الرسمي للصحيفة "الميثاق نت" أوقف نشر الأعداد منذ مقتل صالح، وكان العدد الأخير في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، على الرغم من أن الصحيفة الورقية عاودت النشر بعد أسابيع قليلة من مقتل الرجل، وتحتفظ واجهته الرئيسية بصورة لـ"صالح" مكتوب عليها "حكيم اليمن".

صور الصماد

يبدو أن جماعة الحوثي التي أزالت صور صالح بشكل كامل من العاصمة، خلقت زعيماً جديداً لها قُتل بغارة جوية للتحالف في ابريل/نيسان 2018 وهو رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، صالح الصماد، وتظهر صور "الصماد" في معظم أحياء ومباني ومحلات العاصمة إضافة إلى اللوحات الإعلانية الكبرى.

وتحتفي الجماعة بمقولات له تُمجد مواجهة الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين منذ مارس/ آذار 2015، لتبدو العاصمة تحت سيطرة كاملة للجماعة المسلحة، فيما تختفي آثار صالح ورجال حكمه وحزبه تماماً.