منسق شؤون الإغاثة بالحديدة يتحدث عن تعذيبه في سجون الحوثي

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحدث المنسق العام لشؤون الإغاثة الإنسانية بمحافظة الحديدة غربي اليمن، عادل مكرشب، لـ"العين الإخبارية" عن تلك الفترة التي قضاها في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، والتي تعرض فيها لألوان من العذاب الذي يكشف عن الوجه القبيح للانقلابيين. 


وقال مكرشب إن الوضع الإنساني للأسر داخل الحديدة أضحى مشهدا مؤلما ومأساويا، حيث تعيش قرابة 139 ألف أسرة في أدنى حدودها المعيشة، نتيجة الحصار الذي تفرضه المليشيا الحوثية منذ أكثر من 3 سنوات.

ويعد مكرشب واحدا من أبناء تهامة الذين أعلنوا موقفا واضحا من المشروع الحوثي الإمامي عند اجتياحه المحافظة، في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2014، معتبرين ذلك، أجندة خارجية إيرانية هدفها التحكم بالملاحة الدولية في البحر الأحمر، حيث انتفضوا ضدهم تحت قيادة العميد ركن خالد خليل. وعُد عادل مكرشب، آنذاك، بمثابة ذراع "خليل" اليمنى.


ويروي مكرشب، قصة وقوعه في قبضة المليشيا بعد مشاركته في الحراك المناهض للوجود الحوثي ووقوع أبرز قياداته في سجن الأمن السياسي بالحديدة.


يقول مكرشب ذو الـ40 عاما: "تعرضت لشتى أنواع التعذيب، والتجويع، ثم الاعتداء الجسدي بالركل بالأقدام وأعقاب البنادق، وتارة أخرى بالتعذيب النفسي عبر سماع أصوات التعذيب وأنين الأسرى وتوجيه أشنع الألفاظ والسباب".

ويضيف في سياق حديثه: "كانت أصعب لحظاتنا هي حرمان الأهل من رؤيتنا". 


وتسبب التعذيب الشديد لمكرشب بضعف في النظر وكذا بالسمع، بعد عامين ونصف العام من تدهور صحته.


ويلفت إلى أنه التحق بعد عملية الإفراج عنه- عقب تدخل منظمات حقوقية- بالقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، للمشاركة في "استعادة المحافظة والوطن المختطف من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية الإرهابية".


وعن جرائم المليشيات الانقلابية، قال إن "الحوثيين ينتقمون من الجميع عبر زرع آلاف الألغام، وتفجير المنازل فوق أهلها وإخراجهم بالقوة وقصف وتفجير خزانات المياه والمرافق الصحية والتعلمية ودور العبادات". 


كما تحدث عن "حملات الاعتقالات التي طالت الأطفال والزج بهم في السجون والمعتقلات العلنية والسرية وممارسة ضدهم التعذيب النفسي والجسدي، والتسبب بوفاة عدد كبير منهم. آخرهم محمد علي مقداد الذي لفظ أنفاسه قبل أيام في أحد السجون بالمحافظة".


في السياق ذاته، أكد أن "المليشيا تحتمي بالمدنيين وتتخذ منهم دروعا بشرية أمام تصديها لعمليات الجيش اليمني داخل المدينة وبالدريهمي، وسبق ذلك بالخوخة وحيس والتحيتا. 


كما تعاقب البلدات المحررة بالقصف اليومي بقذائف الهاون التي تفتك بالأبرياء، وتدمر المشاريع الخدمية والحيوية".


وفقا لمكرشب، الذي بات قياديا في المقاومة التهامية، إنه على الرغم من موجة النزوح الجماعية للسكان من داخل المدينة، لم تدرس الأمم المتحدة أقل الأسباب و"ذهبت لإطلاق التهم المتكررة ضد التحالف العربي والتي شجعت الحوثيين على ارتكاب مزيد من الجرائم".


القيادي اليمني اعتبر أن مليشيا الإرهاب الحوثية "تتاجر بالورقة الإنسانية محليا ودوليا نتيجة صفعات الساحل الغربي وتقدم الجيش اليمني والمقاومة التهامية إلى مداخل مركز المدينة (عاصمة المحافظة)، وباتت تعيش وسط تخبط وفزع أدخلها في موت سريري".


وعن دور المنظمات الإغاثية بالمناطق المحررة بالحديدة، مضى قائلا إن المهمة الإنسانية تقودها كاملة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وتخوض معركة إنسانية محورية في هذا المجال.


وقال مكرشب إن محتويات السلة الغذائية والمساعدات المقدمة من الإمارات ذات جوده عالية على عكس المنظمات الدولية التي تنفق معظم هبات الشعب اليمني كميزانيات تشغيلية إدارية، والتي تأتي على حساب نوعية المواد. 

وبحسب المنسق العام لشؤون الإغاثة الإنسانية بالمحافظة، فإن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تعمل على التخطيط والتنفيذ الجيد عبر فريق يملك مسؤولية ومهنية عالية وتعتمد في بعض البلدات على الإنزال الجوي والبحري والبري.