شكري: نرحب بأي جهود تدفع إيران لتغيير سياستها

عرب وعالم

اليمن العربي

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري: إن سياسات إيران الحالية، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، سواء في منطقة الخليج العربي أو خارجها، تسببا في وضع أمن العامل العربي تحت ضغوط هائلة.

وأكد الوزير المصري أن بلاده ترحب بكل الجهود التي من شأنها أن تدفع الحكومة الإيرانية إلى انتهاج علاقات إقليمية تقوم على مزيد من التعاون.

جاءت تصريحات شكري، خلال مقابلة أجراها مع برنامج "مورنينج جو" المذاع على شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، الأربعاء، على هامش زيارته إلى الولايات المتحدة.

وكان وزير الخارجية المصري يرد على سؤال حول ما إذا كان يؤيد العقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران.

وقال:"نأمل بأن تؤدي أي جهود تُبذل إلى تهيئة الظروف لإيران لكي تلعب دورا أكثر اعتدالا في المنطقة، إذ إن سياساتها الحالية، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية في منطقة الخليج العربي وما وراءها، تسببا في وضع ضغوط هائلة على الأمن العربي. ونحن نعتقد أنه يجب التوصل لحل لهذا الوضع، ونرحب بكل الجهود التي من شأنها أن تدفع الحكومة الإيرانية لأن تنتهج علاقات إقليمية تقوم على مزيد من التعاون".

صورة للقاء شكري مع القناة الأمريكية

وردا على سؤال عما إذا كان العالم بات مكانا أكثر أمنا بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، قال سامح شكري:"لقد أشرنا منذ البداية أن الاتفاق النووي مع إيران يحتاج لمراعاة نقاط معينة تأخذ في الاعتبار قضايا المنطقة، وكذلك الأبعاد الأوسع بالنسبة للطبيعة الفنية المتعلقة بمنع الانتشار النووي، ونحن نؤمن بأن علينا مواصلة تهيئة المناخ من أجل شرق أوسط خال من الأسلحة النووية، أو من سباق تسلح نووي".

وتابع أن: "أجرينا مباحثات مع الاتحاد الأوروبي، ودول أعضاء كفرنسا وبريطانيا وألمانيا، بشأن جهود هذه الدول لحث إيران على اتخاذ موقف مقبول أكثر".

وقال: "شهد الوضع في المنطقة الكثير من الصعوبات والمخاطر على مدار السنوات السبع أو الثماني الماضية، ونحن نعتقد بضرورة حل كل هذه المسائل، ومن بينها خطر الانتشار النووي المحتمل من جانب إيران".

وواصل شكري قوله: "نعتقد أن هناك متسعا للجهود التي يقوم بها الأوروبيون، ونأمل بأن يتم التوصل لاتفاق بصيغة أفضل في المستقبل القريب".

وردا على اشتراط روحاني رفع العقوبات قبل الموافقة على مقابلة ترامب، قال شكري إنه "كما أعلنت الولايات المتحدة منفردة فرض نظام العقوبات على إيران، فإنها هي صاحبة القرار بشأن رفع العقوبات من عدمه.

وتطرق الوزير  المصري إلى جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث قال: "نحن في مرحلة صعبة فيما يتعلق باستئناف عملية السلام. ولقد تسببت التطورات الحالية والوضع في المنطقة في تعقيد العملية، ولكننا لا نزال نثق بجهود الولايات المتحدة للتواصل ولتشجيع كلا الطرفين على الوصول إلى تسوية عن طريق التفاوض بمساعدة دول المنطقة".

وقال إن :"مصر لعبت دورا مهما للغاية في الحفاظ على هدوء واستقرار الوضع في غزة، واحتواء التوتر بين حماس وإسرائيل.

وأوضح: "لعبنا دورا مهما للغاية في تهيئة وضع مستقر في هذا الشأن، لكننا لعبنا دورا مهما كذلك على طريق المصالحة بين السلطة الفلسطينية، الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وحماس، من خلال عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، لاستعادة إمكانية التفاوض بصورة تمثل كل الأراضي المحتلة".

ورد سامح شكري على مزاعم أعضاء بالحكومة الإسرائيلية بأن مصر مسؤولة عن الوضع في غزة بقدر ما تتحمله إسرائيل، قائلا: إن "إسرائيل باعتبارها قوة احتلال تظل مسؤولة عن الوضع في غزة، ودورنا هو تسهيل مناخ خال من التهديدات والعنف لتوفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة بقدر المستطاع. قمنا بالكثير من خلال فتح معبر رفح، وهو نقطة عبور للأشخاص بالأساس، واستخدمنا ذلك لإدخال المواد الأساسية لغزة".

وأضاف: "نحن نتحمل مسؤوليتنا تجاه سكان قطاع غزة، ونقوم بهذا على المستويين الإنساني والسياسي على حد سواء. وأجرينا مباحثات خلال الأسبوعين الماضيين مع حماس وإسرائيل لتفادي حدوث أعمال عسكرية من الجانبين".

ولفت شكري إلى أهمية العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، في الحفاظ على استقرار وسلام المنطقة.

وأكدأن من بين أولويات هذه العلاقة الآن هو "التصدي للأيديولوجيات والأنشطة الإرهابية التي يتم ارتكابها في المنطقة، ومصر تقف في مقدمة هذه الجهود. وقد تسببت النشاطات التي تقوم بها جماعة الإخوان والجماعات الموالية لها في معاناة هائلة للشعب المصري وغيره من شعوب المنطقة".