علي الكشوطى يكتب: إليسا دُمت قوية جامحة محاربة ومنتصرة للحب

ثقافة وفن

اليمن العربي

ربما يسمع البعض عن مرض السرطان، تمر أمامهم حالات ومرضى تتعاطف معها وربما تبكى عيناك دمعتين شفقة على حالهم، لكن ليس كل ما تسمعه تستطيع أن تشعر به كما يشعر به أصحاب هذا المرض الذى لا يفرق بين كبير أو صغير غنى أو فقير.

إليسا التى أعلنت من خلال كليب "إلى كل اللى بيحبونى" عن إصابتها بمرض سرطان الثدى وخوضها حربا شرسة للعلاج منه والانتصار عليه.. إليسا تستحق بذلك لقب محاربة من الدرجة الأولى، وأن يوضع على صدرها وسام المحبة المنتصرة للحياة.

إليسا طالتها الكثير من الإشاعات حول وحدتها وابتعادها عن الزواج وغيرها من الأقاويل التى كانت تنهش فى قلبها نهشا، فى الوقت الذى كانت تحتاج إليسا لكلمة دعم، لكل نظرة حب، لكل ود، لكل همسة تقويها وتقف إلى جوارها فى محنتها العظيمة.

نعم محنتها العظيمة، فالسرطان وكما ذكرت ليس فقط مرضا لعينا يؤثر على أجسامنا وينهشها بأنيابه دون رحمة خصوصا مع دخول مرحلة العلاج الكيمائى بل أصعب مراحل هذا المرض هو اليقين أن الموت على بعد خطوات، وأن هذه الحياة بكل هذا الصخب لا تساوى شيئا.

ربما كل الضغط النفسى والعصبى الذى يعانى منه مريض السرطان عانت إليسا منه أضعافا، فكان عليها ألا تعلن عن مرضها وألا تتاجر به حتى لا تكتسب نظرات الشفقة و"الصعبانيتات" والتى كانت كفيلة أن تفتك بها بشكل أشد ضراوة وأكثر شراسة من مرض السرطان، الذى بطبيعة الحال يقوم بدوره فى رمز من رموز أنوثة أى امرأة تعتز بكونها امرأة.

جميعا شاهدنا إليسا فى برامج مسابقات ومقابلات حوارية وأماكن عامة وداخل الاستوديوهات وتابعنا سقوطها على المسرح والذى بررته إدارتها بأنه ناتج عن الإرهاق رغم كل ذلك لم تشعرنا إليسا بالمأساة التى تعيش فيها بحجم الخطر الذى تواجهه، وهذه قوة لا تخرج إلا من امرأة قوية مفعمة بالحب ومحاطة بالحب دون ذلك لم تكن إليسا تستطيع مواجهة كل تلك الأمور لتخرج إليسا وتوثق حالتها بعد الشفاء، لتعطى أملا جديدا فى الحياة أملا يتناسق مع فكرة أنه من رحم الألم يولد الأمل.

 يقينى أن إليسا تغير وسيتغير بها الكثير والكثير فالتجربة الإنسانية التى مرت بها وتوابع ذلك من المؤكد أنه غيرت الكثير داخل قلب إليسا غيرت نظرتها للأمور من حولها وربما للحياة عموما.. إليسا دومت قوية جامحة محاربة ومنتصرة للحب والسلام.