النظام الإيراني يقيل قياداته الأمنية للهروب من غضب الشعب عليه

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يجد النظام الإيراني مخرجا من اللجوء إلى سياسة إقالة القيادات الأمنية، في محاولة لجعل القمع عمليات "منفصلة" لا دخل له فيها.


وكشفت سائل إعلام محلية إيرانية، إقالة رئيس شرطة العاصمة طهران بالتزامن مع اتساع رقعة الاحتجاجات والمسيرات الليلية، المنددة بالتدهور الاقتصادي، وتفشي حالة الكساد والتضخم، وسط انشغال نظام الملالي بمغامراته العسكرية خارج الحدود.

ونقلت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية، عن حسين آشتري، قائد قوات الشرطة الإيرانية، إعلانه في بيان مقتضب، إعفاء عباس محمديان، رئيس شرطة طهران من منصبه، وتعيين عليرضا لطفي خلفا له.

ولطفي كان يدير شرطة الاستخبارات والأمن العام في طهران سابقا، وفق المصدر نفسه الذي لم يفصح عن أسباب وخلفيات قرار يتزامن مع اندلاع موجات احتجاجية عارمة في أنحاء متفرقة من البلاد.

وبالتزامن مع استئناف عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، في مايو/أيار الماضي، ذكر ناشطون إيرانيون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن احتجاجات متفرقة خرجت في مدن إيرانية رئيسية عدة، مساء الأحد، بينها طهران حيث هاجم متظاهرون للمرة لأولى حوزة دينية.

وأظهرت مقاطع مصورة مشاركة مئات المحتجين في احتجاجات بطهران ومدن أخرى، بينها أصفهان وأراك ومشهد وقم وغيرها، حيث استمرت الحشود البشرية في التقدم رغم لجوء قوات الأمن الإيراني إلى القوة؛ فيما أفادت وسائل إعلام رسمية بمقتل متظاهر واعتقال أكثر من 20 شخصا.

واندلعت بوسط طهران، عدة مسيرات ليلية، هتف خلالها المحتجون بشعارات سياسية من قبيل "الموت للديكتاتور".


كما ندد المتظاهرون بالوجود العسكري الإيراني خارج البلاد في بلدان مثل سوريا واليمن، وسط هجوم مليشيات قمعية موالية للنظام، لتشتيت وتفريق تلك الاحتجاجات، ما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين.

وفي أعقاب تواصل الاحتجاجات العارمة في كل من مدينتي كرج الواقعة غرب طهران، وقم، عطلت السلطات الحكومية شبكات الهواتف الخلوية، وقطعت خدمات الإنترنت بشكل جزئي، للتعتيم على أنباء المظاهرات هناك.

 بينما خرجت مسيرات حاشدة في مدينة كازرون التابعة لمحافظة فارس منددة بسوء الأوضاع المعيشية.

وأفادت وسائل إعلام محلية بسقوط أول قتيل، ليلة أمس، في احتجاجات مدينة كرج.

وذكرت وكالة أنباء "فارس" أن القتيل يدعى رضا أوتادي، ويبلغ من العمر 25 عاما، وقد سقط برصاص مجهولين خلال وجوده بإحدى المظاهرات المنددة بالاضطرابات الاقتصادية، على حد زعمها.

غير أن عائلة القتيل اتهمت، وفق شبكة "إيران واير" الناطقة بالفارسية، قوات الأمن الإيرانية، وعلى رأسها الحرس الثوري، باستهداف نجلها خلال وجوده بالاحتجاجات.

وكشف أحد أقارب أوتادي أن القتيل سقط حينما فتحت قوات الأمن النيران على محتجين في مدينة جوهردشت، لافتا إلى أن السلطات الإيرانية لم تسلم الجثمان إليهم حتى الآن.

إلى ذلك تبدأ واشنطن، ليل الإثنين-الثلاثاء، إعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، بينها عقوبات على شراء إيران للدولار، وتحجيم شراء الذهب والمعادن النفيسة والمعادن والفحم والبرمجيات المرتبطة بالصناعات وصناعة السيارات، ما يمثل ضغطاً هائلاً على الوظائف.

وطلبت الولايات المتحدة من الدول التوقف عن استيراد النفط الإيراني بدءا من مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، مهددة بإجراءات مالية حال المخالفة.