إميل أمين يكتب عن سقوط حكم المرشد في إيران

عرب وعالم

اليمن العربي

قال الكاتب إميل أمين إن المشهد الأميركي يكاد يصيب إيران في مقتل من دون إطلاق رصاصة واحدة، إذ باتوا غير قادرين على معرفة النيات الحقيقية للرئيس ترمب وفي أي مسلك يمضي، فهل هو يعد خطة لتغيير النظام الإيراني دفعة واحدة كما أوصت من قبل مجموعة الدراسات الأمنية التابعة لمجلس الأمن القومي، أم تتطلع إدارة الرئيس الأميركي إلى أن يغير النظام من توجهاته في الداخل والخارج كما يشير إلى ذلك جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي.

 

وأضاف، في مقال بصحيفة الشرق الأوسط: عما قليل تضيق نافذة الأمل أمام حكام طهران، ويكاد المرء المتتبع لما يجري في الكواليس الخلفية للسياسات الأميركية وبخاصة الاستخبارية يقطع بأن ترمب يعمد إلى الحرب النفسية في التعاطي مع الإيرانيين، كبديل متقدم وأوّلي عن الحرب.

 

وأضاف: قبل بضعة أيام أعلن ترمب أنه على استعداد لمقابلة الإيرانيين ربما ليضع النظام أمام المواطنين في الداخل، بأكثر من صدقية توجهه إلى فتح مسارب أمل لحكومة طهران لتغيير رؤاها، وقد يكون الدليل على صدقية هذا الاستنتاج أنه عاد بعد أقل من ثلاثة أيام على تصريحاته الأولى ليؤكد أنه غير مهتم بالمرة بمقابلة الإيرانيين.

 

وتابع: مخطئ من يظن أن الرئيس ترمب يتصرف على نحو عفوي أو ارتجالي، بل بالعكس تماماً، إذ يوماً تلو الآخر يثبت أن هناك عقولاً استراتيجية تتجاوز مقدراته الفكرية والسياسية هي التي ترسم الرؤى والآفاق لأميركا ما بعد إيران الحالية، إن جاز التعبير، سيما وأن الكثير من التصريحات في الداخل من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء تمضي في اتجاه واحد، وهو استحالة استمرار نظام الحكم الديني الإيراني لأربعة عقود أخرى، فيما تشير مؤسسات استخبارات الظل، وفي المقدمة منها «ستراتفور» في الداخل الأميركي إلى أن السهم قد انطق والتغيير قادم قبل الوصول إلى 2019 الموعد والموقع لإيران مغايرة.

 

وقال إن الناظر إلى الفلسفة السياسية للتعاطي مع الأزمة الإيرانية يمكن أن يجزم باستفادة الأميركيين من درس غزو العراق، ذلك أن إسقاط صدام لم يوفر الغطاء الشعبي اللازم لدعم الأميركيين في الداخل، بخلاف الحالة الإيرانية التي يعمل فيها الأميركيون جاهدين على التفرقة بين الشعب الإيراني وبين حكومته.

 

وأشار إلى أن الذين قُدّر لهم الاستماع إلى خطاب ترمب الذي أعلن فيه انسحاب بلاده من الاتفاق النووي يتذكرون جيداً الغزل الشعبوي الذي نسجه ترمب حول الشعب الإيراني، واصفاً إياهم بأنهم شعب له تاريخ وثقافة عريضة ويوماً كان من الأصدقاء وحتماً سيعود كذلك عند لحظة استراتيجية فارقة بعينها، حين ينجلي كابوس الحوزات العلمية الذي جثم على صدور الإيرانيين.

 

وتابع: هذا الحديث تلته تصريحات عدة لترمب ولغيره من المسؤولين وبخاصة وزير خارجيته بومبيو، طوال فترات المظاهرات التي بلغت حد الانتفاضات، كلها تدعم حق الإيرانيين في الحياة الإنسانية والتمتع بخيرات بلادهم عوضاً عن الأزمات التي يعيشونها.

 

وأردف قائلا: كان آخر المتحدثين في هذا الشأن بصوت مرتفع السيناتور الجمهوري تيد كروز، الحصان القادم ولا شك في سباق الرئاسة الأميركية خلال العقد المقبل، والذي طالب بحماية المتظاهرين الإيرانيين الذين يواصلون مظاهراتهم في الشوارع العامة.

 

ورأى أن أخطر ما في المشهد الإيراني الداخلي اليوم هو فك الارتباط العقائدي بين الملالي وبين الشارع الإيراني، فقبل بضعة أسابيع ارتفعت الهتافات في الشوارع الإيرانية تطالب بـ«موت فلسطين»، في رفض واضح وفاضح لاستغلال القضية كمطية ديماغوجية لإثارة حماسة وحمية الإيرانيين، لكن فاتهم أن الشعوب ومن جديد بل قبل الجيوش تمشي على بطونها.

 

وزاد: الأيام الخمسة الفائتة ارتفع شعار آخر أكثر زعزعة لأركان النظام الإيراني، ففي شوارع المدينة الدينية قُم ذات التقدير والإجلال خرج المتظاهرون ينددون ويهتفون بسقوط «حزب الله» والمناداة بالموت له.

 

ولفت إلى أن حجة متظاهري قُم، كما رددوها وكتبوها، هي أن ميليشيا «حزب الله» يسترزقون على حساب الفقراء الإيرانيين، حيث تُخصص لهم موازنة سنوية يشرف عليها بيت المرشد الإيراني خامنئي، وبعيداً عن أي رقابة حكومية، وتكاد تصل إلى مليار دولار.

 

وقال: بات شعار مطالبة المرشد بالتنحي عن السلطة يتردد في أرجاء إيران، مصحوباً بفكر جديد مفاده أن الملالي جعلوا الدين سلّماً وأذلوا الشعب، وفي الجوار كان البعض في مدينة كرج الإيرانية يسارع إلى الهتاف: «لا تخافوا كلنا معكم.. والموت للديكتاتور».