الصومال الغربي... فرص وتحديات منذ عام ١٩٩١م

أخبار الصومال

اليمن العربي

كافح الشعب في الصومال الغربي أو أوغادين من أجل الحرية منذ أن قسم الاستعمار الغربي الصومال إلى خمسة أجزاء، واصبح هذا الإقليم جزاء من إثيوبيا في إطار الخطة الاستعمارية... وقد ذاق الشعب في هذا الإقليم من أبشع انواع الاستعمار والإرهاب على يد النظام في اثيوبيا بقيادة هيلي سلاسي ومنغيستو على التوالي.

 قمع سقوط منغيستو وسيطرت جيهة تحرير شعب تغراي بزعامة مليس زيناوي على الحكم عام ١٩٩١م حاول الأخير استيعاب القومية الصومالية في إطار ما أسماه بتكاتف القوميات المظلومة والمهمشة ضد الأنظمة الامهرية، غير أن القومية الصومالية لم تستجب على طرح زيناوي بسبب عدم وجود الثقة بالنظام الجديد وأنه قد لا يختلف كثيرا عن الأنظمة الأمهرية من جهة، وعدم تبدد فكرة الاستقلال من جهة ثانية، وضبابية الموقف السياسي لقيادة الإقليم من جهة ثالثة، وهو ما اعتبره البعض خطأ سياسيا بدل الانسجام والاستفادة من النظام الجديد بقيادة زيناوي. 

فمع اعتماد إثيوبيا على النظام الفيدرالي لاحقا اضطر الإقليم بالتعامل مع الواقع الجديد وبدأت النخب السياسية مراجعات جزئية لم تكن تناج قناعات فكرية بقدرما كانت نتيحة لامر الواقع. وقد أدى ذلك إلى تراجع الاضطهاد نسبيا دون أن يحصل الإقليم على قدر كافي من الاستقلال المحلي مقارنة بالاقاليم الإثيوبية الأخرى. 

وبعد عقود من نظام زيناوي؛شهدت إثيوبيا مؤخرا ربيعا على غرار الربيع العربي مما أدى إلى تغيرات سياسية نوعية انتهت باختيار أبي أحمد رئيسا للوزراء ليتراجع القمع ومصادرة الحريات إلى جانب إطلاق سراح السجناء السياسيين بما في ذلك الآلاف من عناصر جبهة تحرير أوغادين، وأقلبت إثيوبيا عصرا جديدا ظل فيه شعب الصومالي الغربي يستبشر بقدوم فجر جديد كغيره من الاثيوبيين. 

وقد انعكس الربيع الأثيوبي على الصومال الغربي لتنفجر ثورة محلية داخل الإقليم جاءت في سياق التحولات السياسية العامة في اثيوبيا؛ غير أن التعنت وغباوة الحكام في الإقليم من ناحية وقلة الحكمة لدى أبي أحمد من ناحية ثانية أدت الى خروج الربيع عن مساره. ويشهد الإقليم اليوم حالة سياسية وأمنية خطيرة قد تأخذ مسارات مجهولة. 
ويبدو أن النخب السياسية في الإقليم لم تستفد من التجارب القديمة خاصة عندما حاول زيناوي لاستقطاب القومية الصومالية كما اسلفنا، ما ينذر بقدوم سيناريوهات مماثل بسيناريو الخطأ الذي وقعوا فيه عام ١٩٩١م إن لم نتحكم إلى العقل.

وعليه نوصي ما يلي: 

١- إقناع عبدي عمر الاستقالة من منصبه مع الضمان له بخروج آمن.
٢- تشكيل مجلس انتقالي لإدارة المرحلة والتمهيد لانتخابات جديدة.
٣- الدعوة إلى المحافظة على الأمن والكف عن مهاجمة القوميات الأخرى داخل الإقليم.
٤- مخاطبة الحكومة الفيدرالية والإقناع عليها بسحب الجيش من الإقليم.
٥- وقف العاطفة عدم إثارة مسألة الانفصال في شبكات التواصل الاجتماعي لأن ذلك خط أحمر بالنسبة لإثيوبيا.
٦- تكوين لجنة لإجراء مصالحة عامة مع قومية الأرومو.
٧- عقد مؤتمر عام للصوماليين..