عازف إماراتي يسرد بأوتار عوده حكاية التراث بـ"ساو باولو للكتاب"

ثقافة وفن

اليمن العربي

بأوتار عوده، يروي العازف والملحن الإماراتي طارش الهاشمي، حكاية التراث الإماراتي الموسيقي على جمهور الفن والثقافة اللاتينية، حيث يقدم في البرازيل عدداً من الأغاني والمقطوعات الموسيقية ضمن فعاليات اختيار الشارقة ضيف شرف الدورة الـ25 من معرض ساو باولو الدولي للكتاب، الذي يقام خلال الفترة من 3 وحتى 12 أغسطس الجاري.

وبمزيج من اللوحات التي تعبق بألق الماضي وأصالة التراث الإماراتي البحري، يسرد الهاشمي حكاية الشغف والجمال الإنساني، ليطلع جمهور القارة اللاتينية على لوحات إبداعية صاغتها حناجر البحّارة، ووثّقتها باقة متميزة من أغاني التراث البحري الإماراتي والمعروفة بأهازيج الغواصين التي تروي في طيّاتها حكاية رحلة الغواصين، منذ لحظة وداعهم لأهلهم، وحتى مغامراتهم في البحر، وصولاً إلى عودتهم إلى البرّ.


عمل الهاشمي على تحديث وتأليف وتجديد عدد من الأهازيج الشعبية البحرية، صاغها بجمال لتكون بمثابة الرسالة التي يقدمها للأجيال الجديدة، حيث وصف مشاركته في الحدث بالثمينة والتي تهدف إلى إطلاع جمهور الأدب والفن اللاتيني على حضارة المنطقة العربية والخليجية على حدّ سواء، لافتاً إلى أن القارة الأمريكية الجنوبية تعرف الجماليات التي تتضمنها الموسيقى البحرية فأهل السواحل يشاركونا الشغف ذاته والنظرة ذاتها للحياة.

واعتبر الهاشمي أن الفنّ الذي يقدّمه هو إرث حضاري يدل على مكونات الثقافة الإماراتية الشعبية الأصيلة، لافتاً إلى أن الاهتمام بهذه المقدرات الفنية يسهم في ترسيخها وحفظها في ذاكرة الأجيال من النسيان والتلف، مؤكداً أن الثقافة الشعبية هي القاعدة الجوهرية التي تنتقل منها كل المعارف والعلوم الأخرى، لافتاً إلى أن الموسيقى التي يحملها على أوتار عوده للقارة اللاتينية ما هي إلا بصمة تحمل في عبقها تحية الشعب الإماراتي للعالم بأسره.


يشار إلى أنه خلال كل المراحل التي عاشها صنّاع الأدوات البحرية، كان البحّارة يعزفون ويؤلفون أناشيد وأهازيج خاصة تسلي عنهم وتمنحهم شعوراً بالزهو والتوق إلى اكتشاف المزيد من المغامرات للعودة ظافرين بالصيد والغنيمة للأهل والأحبة على البرّ، ومن هنا بدأت الحكاية، وبدأ التراث البحري الموسيقي يشكّل أجزاءً كبيرة من مكونات الحضارة الإنسانية الإماراتية، لتوضّح الموسيقى الشعبية صلة الإنسان الإماراتي بالعالم الخارجي المحيط به، كونها امتزجت بخليط من البيئات الأفريقية والآسيوية الغنية التي أثرتها حركة التجارة عبر البحار.