السلطات الإيرانية تعتزم تحويل منزل "الشاعرة المتمردة" التاريخي إلى مجمع تجاري

ثقافة وفن

اليمن العربي

كشفت وسائل إعلام إيرانية عن إعتزام سلطات الملالي، هدم منزل تاريخي تعود ملكيته لشاعرة إيرانية بارزة رحلت منذ عقود، بهدف إقامة مجمع تجاري وسكني، وسط معارضة واضحة من أسرة الشاعرة التي تسعى جاهدة للحيلولة دون إهدار قيمة ثقافية وتراثية.

وأفاد موقع "راديو فردا" الناطق بالفارسية أن منزل "فروغ فرخزاد"، الشاعرة الإيرانية المعاصرة والأشهر في تاريخ البلاد، بات على وشك التدمير نهائيا، في الوقت الذي كشف فرهاد نظري، مدير مؤسسة حكومية لحفظ وتسجيل التراث، أن المنزل لم يجر تسجيله كأثر حتى الآن ضمن السجلات الأثرية الحكومية، لافتا إلى أنه جرى إعادة ترميمه عدة مرات لكونه يرجع إلى سنوات عهد الدولة البهلوية التي حكمت إيران منذ عام 1925 حتى سقوطها عام 1979.

ولا تزال بعض أركان منزل "فرخزاد" مثل الفناء، والحديقة، والمسبح، والطابق السفلي باقية على حالها، لم يصبها الضرر رغم مرور تلك السنوات، الأمر الذي دعا نشطاء إيرانيون إلى المطالبة بوضع منزل الشاعرة الراحلة على لائحة سجلات حفظ التراث قبل فوات الأوان.

وذكر مهرداد فرخزاد، شقيق الشاعرة الإيرانية الراحلة أن هذا المنزل تعود ملكيته لعائلته، وكان يمتلك والده منزلين مجاورين في زقاق يدعى "خادم آزاد" بالعاصمة طهران، مؤكدا أن إخوته الـ5 ومن بينهم فروغ فرخزاد، تربوا جميعا في كنف هذا المنزل.

وكشف "فرخزاد" أن مؤسسة التراث الثقافي مسؤولة عن إدارة المنزل، بعد أن استحوذت عليه قبل سنوات، مطالبا إياها بالوقوف أمام قرار هدم المنزل، خاصة وأن معالمه تشهد تراجعا مطردا، وكذلك دعا اللجنة الثقافية البرلمانية للتصدي لمحاولات استغلال منزل الشاعرة الإيرانية الراحلة في أنشطة تجارية.

وولدت "فروغ فرخزاد" عام 1934 في طهران، وعرفت بكونها الشاعرة النسوية الأشهر في تاريخ الأدب الإيراني المعاصر، وتزوجت في سن الـ16 من رجل يكبرها بنحو 15 سنة، غير أن زواجها لم يستمر سوى 5 سنوات، قبل أن تتزوج مجددا من الكاتب الإيراني الشهير إبراهيم جلستان حتى وفاتها بحادث سير عام 1966، عن عمر يناهز الـ32.

عرفت "فرخزاد" بكونها "الشاعرة المتمردة"، وأصدرت خلال حياتها القصيرة 5 مجموعات شعرية أبرزها "الأسيرة، الجدار، وميلاد جديد"، وعبرت في أشعارها عن قضايا اجتماعية خلال تلك الفترة، ولا سيما مشاعر المرأة المتمردة على العادات والتقاليد المجتمعية، الأمر الذي جعل الكتب الدراسية حاليا تخلو من ذكرها، رغم مكانتها الثقافية الكبيرة بسبب عداء نظام الملالي للحريات.

ولمع نجم الشاعرة الإيرانية الراحلة أيضا بمجال السينما، حيث أخرجت فيلما وثائقيا بعنوان "البيت أسود"، يعد أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما الإيرانية، لتناوله حياة مرضى الجذام داخل بيت مخصص لهم، وحاز جائزة أفضل فيلم في مهرجان سينمائي وثائقي بألمانيا بحقبة الستينيات، وفي عام 1965 دعمت منظمة "اليونسكو" إنتاج فيلم قصير يتناول حياة "فروغ فرخ زاد".