أزمات إيران تجبر مليشياتها على "الرضوخ" في سوريا

عرب وعالم

اليمن العربي

يبدو أن التطورات الراهنة في الداخل الإيراني بعد تدهور قيمة العملة المحلية (الريال) أمام الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياتها، وازدياد التذمر الشعبي، جراء دعم المغامرات العسكرية بالخارج، أدت إلى تقلص قدرة نظام الملالي على مواصلة دعم مليشياته التخريبية بالأراضي السورية.

وأفادت وكالة أنباء "تاس" الروسية، الأربعاء، نقلا عن ألكسندر لافرينتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، أن المليشيات التابعة لطهران تعتزم "الانسحاب" من مواقعها بمرتفعات الجولان إلى مسافة تقدر بنحو 85 كيلومترا، بهدف "تجنب إزعاج" إسرائيل، التي شنت عدة ضربات مؤخرا ضد أهداف عسكرية إيرانية بالأراضي السورية.

وأضاف "لافرينتييف"، في تصريحات على هامش مفاوضات سوتشي بشأن أزمة سوريا، أن قوات إيرانية في الجولان بدأت بالتراجع من هذه المنطقة، في الوقت الذي نوه فيه "راديو فردا" الناطق بالفارسية، بأن "الرضوخ الإيراني" يأتي بعد مرور أقل من شهر على لقاء جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث طالب فيه الأخير بضرورة مغادرة مليشيات إيران بالكامل.

ورجح المسؤول الروسي أن الخطوة المقبلة ستكون العمل على تمهيد منطقة منزوعة السلاح بين سوريا وإسرائيل، وإطلاق العمل الشامل لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، لافتا إلى أن موسكو نسقت هذه الخطة مع الطرف الإسرائيلي، فيما يرى مراقبون أن موسكو أبدت استجابة جزئية لمطالبات عدة من تل أبيب بضمان الانسحاب الكامل لطهران من دمشق.



وتعد المليشيات الإيرانية مثل الحرس الثوري، وحزب الله اللبناني، وغيرهما، أبرز داعمي نظام بشار الأسد إلى جانب روسيا، في القتال ضد قوات المعارضة السورية، حيث شنت إسرائيل غارات جوية متكررة بالأشهر الأخيرة ضد مواقع عسكرية إيرانية، كما استهدفت عمليات نقل أسلحة وعتاد داخل الأراضي السورية.

وباتت الأراضي السورية مستنقعا لطهران بعد مقتل عديد من جنرلات مليشيات إيران العسكرية مؤخرا، لا سيما الحرس الثوري المنخرط في القتال، إلى جانب قوات نظام بشار الأسد منذ نحو 6 سنوات في أعقاب اندلاع الأزمة السورية، في الوقت الذي باتت معه دمشق ساحة خلفية لأنشطة طهران التخريبية، وهدفا ضمن خطتها للهيمنة وبسط النفوذ بالمنطقة.



وفي أعقاب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي في مايو/أيار الماضي، وفرض عقوبات اقتصادية جديدة، توقع موقع تحليلي مقرب من وزارة الخارجية الإيرانية أن يواجه نظام الملالي أزمة عصيبة في سوريا خلال الفترة المقبلة، معتبراً أن الضربات الصاروخية التي استهدفت مواقع عسكرية هناك أدت إلى فوضى في العلاقات الدولية، على حد قوله.

وأشار موقع "إيران دبلوماسي" أو "الدبلوماسية الإيرانية"، الذي يرأس تحريره صادق خرازي أحد أبرز الدبلوماسيين الإيرانيين، في تقرير له، إلى أن إيران، التي تدعم مليشيات عسكرية تقاتل إلى جانب النظام السوري، تواجه عراقيل متنوعة مستقبلاً في الأراضي السورية، لافتا إلى أن البداية كانت مع اندلاع أزمة سوق النقد الأجنبي، وانهيار العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها التاريخية.



واعتبر التقرير حينها أن استمرار انهيار الريال الإيراني أمام الدولار الأمريكي سيفاقم من صعوبة تدبير طهران النفقات الطائلة التي تنفق على المليشيات الطائفية المقاتلة بالأراضي السورية مثل "فاطميون" وغيرها.