كاتب بريطاني يسخر من قطر: مواجهة بين "داعش" و"القاعدة" بمونديال 2022

عرب وعالم

اليمن العربي

لم يجد الكاتب البريطاني كون كوجلين، مقاربة أوقع لاستضافة قطر كأس العالم وولع سلطاتها بدعم وتمويل الإرهاب، من القول ساخرا، إن إحدى أهم المواجهات المهمة في مونديال قطر 2020 سيكون طرفاها تنظيمي "داعش" و"القاعدة".  

ولم يكتف الكاتب البريطاني الذي يشغل وظيفة المحلل العسكري لصحيفة "التليجراف" البريطانية ذائعة الصيت، بالسخرية من الدوحة، مشيرا إلى أنه على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن تأخذ أمر تمويل الدوحة للإرهاب على محمل الجد.

وأكد كوجلين أن رعاية قطر للإرهاب تجعل من النكتة القائلة باستضافة مباريات مونديالها المزعوم لمواجهة بين "داعش" و"القاعدة"، تراجيدية أكثر منها مضحكة، فكلا التنظيمين الإرهابيين تخرجت قياداتهما من الدوحة، التي ربما سرقت حق تنظيم المونديال الكروي، بحسب رأيه.

وهاجم الكاتب البريطاني المرموق رئيسة الوزراء البريطانية بسبب انتهاجها علاقات ودية مع دولة تمول الإرهاب وتدعم المتطرفين، وتعمل على تقويض اللعبة الشعبية الأولى في العالم عبر "سرقة" حق تنظيم كأس العالم 2022.

وكتب في مقال "إنه بجانب ما تكشّف خلال الأيام القليلة الماضية من اتهامات للدوحة بمحاولة تشويه منافسيها على استضافة مونديال 2022، فإن أحد أهم الاعتراضات الأساسية على مدى ملائمة الإمارة الصغيرة لتنظيم كأس العالم والذي ظهر خلال بداية المنافسة على حق التنظيم، كانت علاقات القطريين الموثقة بشكل جيد بجماعات إرهابية، كالقاعدة".

وأضاف "لقد استمر أعضاء كبار بالأسرة الحاكمة القطرية في تمويل ودعم مثل تلك الجماعات ضمن حملة مدبرة بعناية لتقويض الأنظمة العربية كالسعودية ومصر".

وأوضح أن القطريين في إطار محاولتهم لنيل شرف تنظيم كأس العالم أغدقوا ملايين الدولارات على شركات العلاقات العامة من أجل التعمية على علاقاتهم بالجماعات الإرهابية.

غير أن كل الأموال التي دفعتها الدوحة –يقول كوجلين– لن تنجح في إصلاح الضرر الذي لحق بوضعهم عالميا إذا ما استمرت علاقاتهم بالتنظيمات الإرهابية المرتبطة بتفجير مانشستر العام الماضي، والذي أدى لمقتل 22 شخصا وإصابة العشرات بجروح خطيرة.

ولفت إلى أن الكشف عن أن سلمان عبدي، الانتحاري المسؤول عن تنفيذ الهجوم، سبق وقامت البحرية البريطانية بإجلائه من ليبيا في 2014، أعاد الأنظار لعلاقاته وعلاقات أسرته المحتملة بإرهابيين داخل ليبيا.

وأضاف أن والده، رمضان، كان عضوا سابقا بالجماعة الإسلامية المقاتلة، وهي تنظيم إرهابي ليبي كان يعمل بهدف إسقاط نظام معمر القذافي، وتلقى تمويلا من قطر.

والآن -يقول الكاتب البريطاني- ظهر عضو آخر كبير بالجماعة الإسلامية المقاتلة، هو عبد الحكيم بلحاج، المتهم، كعنصر أساسي في هجوم مانشستر، في أعقاب مزاعم عن عرقلته لمحاولات شرطة مانشستر استجواب شاهد مهم على الهجوم. وتلقى بلحاج هو الآخر تمويلا من قطر، بحسب كوجلين.

وقال إن هناك معلومات عن أن الانتحاري عبدي سافر إلى ليبيا برفقة شقيقه، هاشم، قبل وقت قصير على الهجوم، قبل أن يعود إلى مانشستر لتنفيذه، في حين بقي شقيقه داخل ليبيا، حيث تم اعتقاله بعد وقت قصير.

ورأى الكاتب البريطاني أنه "في ضوء دعم الدوحة منذ وقت طويل للعديد من الجماعات الإرهابية التي تعمل داخل ليبيا، فمن الممكن أن يواجه القطريون أنفسهم أسئلة بالغة الحرج إذا ما ظهرت أدلة على دعمهم لمثل تلك الجماعات على صلة بهجوم مانشستر".

وفضلا عن هذا، يقول كوجلين، فإن "حقيقة أن اسم قطر يتم ذكره على صلة بهجوم مانشستر توضح المعايير المزدوجة المذهلة المحيطة بالنظام القطري. فمن جانب يريد القطريون تصوير أنفسهم بأنهم جديرون بتنظيم محافل دولية مرموقة، ومن ناحية أخرى يجدون أنفسهم دائما مضطرين لدفع اتهامات بتمويل الإرهابيين".

وختم بأن ذلك يمثل مأزقا صعبا، ولن يتم الخروج منه إلا بإنهاء الدوحة لدعمها للإرهاب.