محللون: حسابات عسكرية وراء مبادرة الحوثي لوقف عمليات الساحل

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

أعلنت مليشيا الحوثي، اليوم الثلاثاء، 31 تموز، 2018، عن مبادرة من جانب واحد لوقف العمليات العسكرية في الساحل الغربي بمحافظة الحديدة، وذلك بعد ساعات من عودة المواجهات التي كانت قد توقفت بشكل مؤقت، بغرض إتاحة الفرصة للمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتين غريفيث، لإقناع المليشيا بتسليم الحديدة ومينائها دون مواجهات.


المبادرة التي أطلقها محمد علي الحوثي، رئيس ما يعرف بـ"اللجنة الثورية العليا"، عبر صفحته على موقع تويتر، دعت "الجهات الرسمية اليمنية إلى التوجيه بإيقاف العمليات العسكرية البحرية لمدة محددة قابلة  للتمديد، ولتشمل جميع الجبهات إن قوبلت هذه الخطوة بالاستجابة والقيام بخطوة مماثلة من قبل قيادة التحالف".

 

حسابات عسكرية

وعلى الرغم من أن الحوثي قدم الوضع الإنساني كدافع لمبادرة وقف العمليات العسكرية، إلا أن محللين سياسيين رأوا أن حسابات عسكرية حوثية وراء تقديمها.


وأضاف المحللون، في حديث إلى "اليمن العربي" أن الجولة الأولى من المواجهات في المناطق الجنوبية لمحافظة الحديدة، كبدت المليشيا المئات من القتلى والجرحى.

وأكد المحللون، أنه وإلى جانب الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها مليشيا الحوثي في المحافظة، منذ بدء العمليات العسكرية، أخفقت المليشيا في تجنيد أعداد مطلوبة من المقاتلين.

وأشاروا إلى أن المليشيا، وبسبب هذا الإخفاق، لجأت إلى اختلاق أكاذيب تتعلق بقضايا العرض، كالادعاء باختطاف المقاومة لعدد من النساء في مديرية التحيتا، جنوبي المحافظة، لإثارة حمية القبائل وحشدها تحت لافتة الدفاع عن العرض، كما حدث في عد بدء العمليات في الساحل الغربي.

وبحسب المحللين، جاءت المبادرة أيضا بعد قناعة الحوثيين بأن المراهنة على الضغط الدولي لإيقاف عملية تحرير الحديدة غير مجدية، خصوصا بعد عمليات استهداف ناقلات نفط سعودية في البحر الأحمر قبل أيام، والتي وضعت المعارضين الدوليين لعملية الحديدة أمام مسئولية كبيرة.


وبين المحللون، أن التقدم بمبادرة لوقف العمليات في هذا التوقيت، يكشف عن قلق حوثي حقيقي من خسارة مدينة الحديدة ومينائها، أهم شريان بحري لها، لافتين إلى أن مضمون المبادرة يتعارض كلية مع التصريحات النارية للقيادات الحوثية حول معركة الحديدة.


وختم المحللون، أن المليشيا تحاول أن تخلي مسئوليتها من الأزمة الإنسانية المترتبة على استماتتها في الاحتفاظ بمدينة الحديدة من خلال الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية.