خبراء : السياسات الإماراتية تفشل مخططات قطر في القرن الأفريقي

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أجمع خبراء في الشأن الأفريقي أن السياسات الإماراتية الحكيمة أسهمت في إفشال مخططات قطر في القرن الأفريقي .

وأعتبر الخبراء في تصريحات نشرتها "العين الإخبارية" أن توقيع الصومال وإريتريا اتفاقية تعاون مشترك تمثل ضربة قوية لمخططات تنظيم الحمدين بقطر في منطقة القرن الأفريقي، التي تشهد تحولات جيوستراتجية هامة. 

ويرى المحلل السوداني الدكتور الزمزمي بشير عبد المحمود، أن زيارة محمد عبد الله فرماجو إلى إريتريا غير عادية، وتأتي في إطار التحولات الجديدة التي طرأت على منطقة القرن الأفريقي .. لافتاً إلى أن ما يحدث في المنطقة منذ أسابيع بفضل السياسات الإماراتية الحكيمة يمكن أن يوصف بربيع القرن الأفريقي .

ولا يستبعد تدخل الدبلوماسية المصرية في ترتيب وتهيئة الأجواء بين البلدين لـ"كون القاهرة تحتفظ بعلاقات قوية مع كل من الصومال وإريتريا"، وتمكنت حسب رأيه من "إنجاح هذه الزيارة".

وأشار إلى أن "تداعيات العلاقات الإثيوبية الإريترية أضافت واقعا جديدا بعد الاهتمام العالمي المتزايد بهذه المنطقة بعد كل تلك التغييرات".

ولفت إلى أن زيارة رئيس الصومال "وجدت ترحيبا دوليا وأمميا"، معتبرا أن "تصريحات فرماجو في أسمرا بشأن أهمية رفع العقوبات عن إريتريا تشير للارتياح والترحيب الدولي بشأن عودة العلاقة بين البلدين، والترحيب بتوجهات الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، وانفتاحه الجديد على دول المنطقة".

كما يرى المحمود أن سياسات الصومال الأخيرة الموالية لقطر، التي تسببت بانسحاب الإمارات من ميناء بربرة ووقف جزء من مساعداتها، جعلتها تتخوف من تحول الاهتمام من موانئها إلى مناطق أخرى إضافة إلى تناقص الاستثمارات، و هو ما حدا بالرئيس الصومالي أن يقوم بالمسارعة إلى تغيير توجهاته .

وأضاف أن "قطر هي الخاسر الوحيد بعد إدراك كثير من الدول أن الانجرار وراءها أمر خطير وضد مصالحها"، لافتا إلى أن "الدوحة لم يتبق لها سوى جيبوتي التي يتوقع حدوث تغييرات فيها لصالح الانضمام إلى التحالفات الإقليمية الجديدة".

بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي السوداني طارق عثمان إن زيارة الرئيس الصومالي إلى إريتريا ستضعف من دور قطر في المنطقة، وستنهي كثيرا من مناطق نفوذها التي صنعتها بالأموال .. واصفاً هذه الزيارة بإنها خطوة جريئة في طريق إنهاء المقاطعة غير الرسمية لإريتريا .

وشدد على أن الدور الخليجي حاضر بقوة وخصوصا الدبلوماسية الإماراتية التي كانت بمثابة قوة الدفع لصنع التغيير في المنطقة في فترة وجيزة، وتقود دول المنطقة للتحول نحو السلام وتعزيز الاستقرار لتحقيق التكامل فيما بينها.

عثمان أشار أيضا إلى أن "خطوة الرئيس الصومالي الأخيرة تُقرأ في إطار رغبة الصومال في العودة إلى المحور الخليجي من جديد، بعد أن أدركت حجم الخسائر الكبيرة، التي قادها تحالفها مع أمراء قطر وما قد يجر عليها الرضوخ لسياسات قطر من مصاعب سياسية واقتصادية، ويقودها إلى اتخاذ مواقف وقرارات تضر بمصالحها ومصالح الدول المجاورة لها".

بدوره، يرى المحلل الصومالي سيد نور أن "قطر أوقعت بلاده في عزلة سياسة كبيرة، كما أن عدم تفاعل الصومال مع التحولات التي حدثت مؤخرا في المنطقة سيقودها لمزيد من العزلة".

وأضاف نور أن "الصومال يحتاج لعلاقات قوية مع إثيوبيا في ملفات النزاعات بين القبائل الحدودية والاقتصاد وحركة الشباب الإرهابية ، التي تدعمها قطر"، مستكملا بأن "أي تقارب صومالي إريتري إثيوبي يصب مباشرة لصالح خلق استقرار في الصومال".

ورأى أنه "في الشأن السياسي فمقديشو مطالبة بأن تكون أكثر شفافية والتزاما في أزمة الخليج، وخصوصا تجاه حلفائها التاريخيين كالسعودية والإمارات الذين مدوا لها يد المساعدة في أحلك الظروف، لذلك فإن ترتيب السياسة الصومالية، والعمل على إبعادها عن قطر ومخططات حكامها قدر المستطاع يعد بوابة لاستقرار البلاد وضمان تدفق المساعدات والاستثمارات الإمارتية المهمة للبلاد".

في الوقت نفسه، اعتبر الخبير الاستراتيجي السوداني خيري سعيد أن "قطر تلقت ضربة قوية بسب هذه الزيارة المفاجئة، كونها ظلت تنشط في الصومال منذ فترة طويلة وتعمل على دعم مليشيات إرهابية، وتقوم بشراء ولاءات لشيوخ مناطق داخل الصومال، وتدعم في نفس الوقت الصراعات فيما بين الأقاليم لتضمن ولاء بعض المجموعات، التي تخدم أجندتها الخاصة".

وأضاف سعيد أن "أي تقارب في العلاقات فيما بين مقديشو وإريتريا وإثيوبيا سيشكل ترياقا مضادا لمخططات قطر التي تعمل على خلق بؤرة تجمع جديد للجماعات الارهابية".