محمية وادي الوريعة بالفجيرة.. تنوع بيولوجي فريد

منوعات

اليمن العربي

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" محمية "وادي الوريعة" في إمارة الفجيرة في الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي، والتي تزخر بتنوع بيولوجي فريد في النباتات والحيوانات، منها عدة أصناف مهددة بالانقراض، وسط مواقع الوادي الأثرية التي ترجع للقرن الثالث قبل الميلاد.

تقع محمية وادي الوريعة الجبلية ضمن سلسلة جبال الحجر التي تتميز بتنوع بيولوجي فريد وتكوينات جيولوجية فريدة من المنحدرات الصخرية، وتمتد من سلطنة عمان في الجنوب وحتى مضيق هرمز في الشمال، وتبعد المحمية 45 كيلومتراً شمال مدينة الفجيرة على الطريق الواقع ما بين خورفكان ومنطقة البدية، وتبلغ مساحتة حوالي 220 كيلومترا مربعا.

ويرجع سبب تسمية الوادي باسم "الوريعة" نسبة إلى نبات الورع، وهو الاسم المحلي لنبات القصب، الذي ينتشر بشكل خاص في أماكن وجود برك المياه الدائمة في الوادي، وتقسم المحمية من الناحية الإدارية إلى 3 قطاعات هي: قطاع السياحة البيئية والقطاع المركزي وقطاع الحماية وهي المنطقة المحيطة.

تم اختيار محمية وادي الوريعة في الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي؛ نظرا لوجود العديد من المميزات والقيم الاستثنائية التي تجعل المحمية متفردة بنظامها وخصوصيتها الطبيعية منها وجود أعداد كبيرة من عيون المياه والشلالات التي تنبع من باطن الأرض، بالإضافة إلى احتوائها على نظام بيئي فريد.

كما تضم المحمية تنوعا هائلا من الحيوانات البرية، والبرمائيات، والحشرات المائية، والطيور، والنباتات البرية الفريدة حيث تحتوي على 652 نوعا من الحيوانات، و94 نوعا من الطيور المهددة بالانقراض، و208 أنواع من النباتات البرية، وتشتهر بأنها المكان الوحيد في الإمارات الذي يحتوي على زهرة الأوركيد.

جاء إدراج محمية وادي الوريعة لليونسكو نتيجة ثمرة جهود كبيرة قامت بها إمارة الفجيرة طوال السنوات الماضية، أولى هذه الجهود هي تبني بلدية الفجيرة قسم حماية البيئة وجمعية الإمارات للحياة الفطرية / الصندوق العالمي لصون الطبيعة، مشروعا كبيرا مشتركا عام 2006، يهدف إلى حماية الخزان المائي والذي يحمي وادي الوريعة من الاستنزاف.

وقام المشروع على "إنشاء محمية طبيعية مستدامة تدمج بين التقاليد المحلية، ونمط الحياة مع المحافظة على التنوع البيولوجي والبيئة الطبيعية، وإيجاد حوافز اقتصادية تنسجم ومفهوم الحماية بحيث يصبح المشروع نموذجا فريدا وقدوة يحتذى بها في المنطقة".

ثاني الجهود إعلان وادي الوريعة كأول محمية جبلية في دولة الإمارات، بموجب القانون رقم 2 لعام 2009، الصادر عن الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، كما قامت بلديه الفجيرة وبالتعاون مع جمعية الإمارات للحياه الفطرية بإنشاء محمية وادي الوريعة الوطني عام 2013.

كما عهدت حكومة الفجيرة إلى جمعية الإمارات للحياة الفطرية عام 2013 بقيادة عملية التخطيط والتنفيذ لتطوير وادي الوريعة كمنتزه وطني قائم على أفضل المعايير العالمية في المحافظة البيئية؛ من أجل الحفاظ على تراثه الطبيعي، بهدف حماية النظام البيئي للمياه العذبة وموارده الثمينة بصورة مستدامة وإعادة إلى حالته المثالية، والاستمرار في جهود البحث العلمي؛ من أجل التوصل إلى فهم أفضل للمنطقة ولأنواع الحيوانات التي تقطنها.