نجوى ونادين وعادل عوض: "الاستعراض علم مش مطرب ورقاصة"

ثقافة وفن

اليمن العربي


فن الاستعراض هو واحد من أهم الفنون التي اشتهرت بها قديما أفلام السينما المصرية، كما تعلق الجمهور به من خلال "الفوازير"، التي تعتمد على استعراضات واسكتشات برع نجوم الفن في تقديمها.

هذا الفن أصبح "عملة نادرة الوجود في الوقت الحالي"، خاصة أننا لم نعد نشاهد أفلام استعراضية أو فوازير أو اسكتشات، وعن أزمة غياب هذا اللون الذي برع فيه النجمات المصريات تحدث صناعه في محاوله للوصول لأسباب اختفاءه.

وقالت الفنانة نجوى فؤاد في تصريحات خاصة لمصراوي، إن دار الأوبرا المصرية لديها من الإمكانيات ما يعيد فن الاستعراض لمكانته مرة أخرى، والدليل أنهم نجحوا في تقديم أوبريت "الليلة الكبيرة"، وأحبه الجمهور بالراقصين أكثر مما أحبوه بعرائس الماريونت.

وأكدت "نجوى" أن الأوبرا تقدم "أحلى استعراضات في الدنيا"، لأن كل الإمكانيات متوفرة من مسرح، مخرجين، إضاءة، ملابس، موسيقيين، وبأقل الإمكانيات تستطيع الأوبرا تقديم أحلى الاستعراضات.

وأشارت إلى إنها قامت بإنتاج فيلم "ألف بوسة وبوسة"، وهو فيلم استعراضي قدمت من خلاله عدد من الوجوه الجديدة أبرزهم يسرا، والفيلم الاستعراضي عموما مكلف للغاية، خاصة أن وقتها كان سعر الفيلم الخام باهظ الثمن، ولو قام أحد الراقصين بعمل حركة واحدة خطأ "يبقى باظ الشوت" بحسب قولها.

وأضافت النجمة الكبيرة: "بعد وفاة محمد فوزي وأنور وجدي قلت بشكل كبير الأعمال الاستعراضية، فهم كانوا يعتمدون على الاستعراضات بشكل كبير في أفلامهم، والأفلام الاستعراضية من بعدهم قليلة وأبرزها "مولد يا دنيا"، و"غرام في الكرنك".

وتابعت قائلة: " أردت أن بسجل في تاريخي أنني قدمت فيلم استعراضي، ولابد من وجود منتج متحمس ينفق مبالغ كبيرة على الاستعراضات، ونحن نعاني بعد نيللي وشيريهان من عدم وجود فنانات يقمن بعمل استعراضات".

واختتمت حديثها: "الآن تحصل الفنانات الشابات على مبالغ طائلة في العمل الفني، فلماذا تنظر لعمل استعراضي يتطلب منها مجهود كبير، وبإمكانها أن تحصل على أموال طائلة بدون عمل هذا المجهود، على الدولة تهيئة مسارح مصر، لعمل رقصات واستعراضات".

بينما أكدت الفنانة نادين أن فن الاستعراض ينقصه الآن فنانة ومنتج متحمس، خاصة أن الأعمال الاستعراضية لها طابع خاص، ومن الممكن ألا تلقى النجاح المطلوب، لأننا كشعب أصبحنا نهتم بشكل كبير بالكوميديا والأكشن.

وتابعت قائلة: "لابد من منتج مقاتل ومجازف يقرر أن ينتج عمل يصبح إضافة لتاريخه، حتى لا ينتهي فن الاستعراض من حياتنا، ولابد أن يقدم (حاجة مظبوطة مش تهريج)، لأن الجمهور ذكي، ولا يمكن خداعه، ويستطيع التمييز بين العمل الجيد والعمل الرديء المسف".

وأكدت أنه لا توجد فنانة على الساحة الفنية الآن، تستطيع تقدم عمل استعراضي، ما عدا الفنانة نيللي كريم، على الرغم من أنها لم تعد بنفس الشغف للاستعراض، ومن تقوم بالاستعراضات لابد أن تكون لديها خلفية عن هذه النوعية من الفن.

وشددت نادين:" الجمهور من الممكن أن يتقبل تقديم فوازير الآن، لكن لو تم تقديمها بشكل جيد و"مظبوط"، وبدون إسفاف، وبوجود منتج يتحمس وممثلة قوية تستطيع عمل استعراضات، حتى لا يضيع مجهود وأموال المنتج بسبب ضعف الممثلة.

بينما صرح مخرج الاستعراضات الشهير عادل عوض، أن فن الاستعراض عمومًا يحتاج لتكلفة كبيرة لتنفيذه، والاستعراض مرتبط بالإبهار لجني الأموال الطائلة، وما دامت لا توجد أموال فلن نستطيع مشاهدة عمل استعراض متكامل.

وأكد "عوض" أن الاستعراض هو علم وفن، بعيد عن الرقص الشرقي، وهناك من يخلط بين كون الرقص الشرقي فن، وهو الأمر الخاطئ، فالرقص الشرقي ليس فنا.

وأشار إلى إن الفوازير انتهت بعد ثورات ما يدعى بالربيع العربي، "وكل حاجة وقفت"، ولم يعد هناك تقبل للفوازير بعد الحالة التي شهدتها مصر والدول العربية.

وتابع قائلا: "هناك عدد من الفنانات تستطيع تقديم استعراضات مثل نادين ونيللي كريم، ومن قبلهم الفنانة حنان ترك".

واختتم حديثه: "الاستعراض قائم على فتاة أو شاب من خريجي معهد الباليه، والعلم هو الفارق في ظهور الاستعراضات، ومش أي حد يغني وجنبه واحدة رقاصة يبقى اسمه عمل فيلم استعراضي