محللون يحذرون الغرب من ألاعيب تميم

عرب وعالم

اليمن العربي

حذر محللون غربيون فرنسا وروسيا من الانخداع بألاعيب أمير قطر تميم بن حمد، الذي يستغل المصالح الاقتصادية للتقارب مع دول الغرب، للتغاضي عن أفعال الدوحة مأوى الإخوان والممول الأول لإرهابيي العالم والمليشيات الإيرانية، حتى لا يكتووا بنار إرهابهم والتي طالت بالفعل بعض مدن أوروبا.

وأوضح المحللون أن موقف قطر الداعم للإرهاب والمليشيات الإيرانية، المخالف لكل دول الخليج، يضعف من الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة التهديد الإيراني في المنطقة، ومن ثم فإن قطر تسهم في توغل ذلك التهديد.

وذكر موقع "أر تي" الإخباري الروسي الناطق بالفرنسية أنه بعد زيارة أمير قطر إلى فرنسا مطلع الشهر الجاري وقبل زيارة مرتقبة إلى روسيا، فإن قطر لا تزال تسعى لمحاولة استقطاب الغرب، على الرغم من أن ممارساتها تتنافى مع قيمهم لا سيما فيما يتعلق بتمويل الإرهاب ودعم وتمويل تنظيم الإخوان.

وأوضح "أر تي" أن "أمير قطر تميم بن حمد أجرى زيارة إلى باريس، بهدف معرفة موقف فرنسا بشأن الأزمة مع دول المقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر"، مشيرا إلى أنه "من الواضح الموقف الفرنسي السلبي من الأزمة بتفضيل المصالح الاقتصادية عن الأمن القومي للبلاد".

ونقل الموقع الإخباري عن أستاذ الجغرافيا السياسية والمتخصصة في السياسة العربية والروسية في جامعة "السوربون" في باريس أدلين محمدي قولها إن "تلك الأزمة كانت فرصة جيدة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإعادة النظر في التوازن الجيوسياسي في المنطقة وعودة الدور الفرنسي الفعال إلا أنه فشل في ذلك، بموقفه الواضح بتغليب المصالح الاقتصادية والميل إلى عدم إدانة قطر".

وأرجعت أدلين الموقف الفرنسي من الأزمة إلى تغليب المصالح الاقتصادية، مشيرة إلى الشركات الفرنسية والمجموعات الكبرى التي تؤثر مصالحها الشخصية، على غرار ما فعلته مجموعة "لافارج" في سوريا بتمويل تنظيم "داعش" الإرهابي مقابل تسيير مصالحها في سوريا، وكذا الشركات الكبرى التي تتبع مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.

ولفتت الباحثة السياسية المتخصصة في شؤون العالم العربي إلى التقارير الغربية السابقة التي كشفت عن حصول سياسيين فرنسيين على رشى قطرية عن طريق سفارة الدوحة في باريس مقابل الامتيازات القطرية في البلاد، وغض أبصارهم عن الأفعال القطرية بدعم وتمويل التنظيمات الإرهابية، التي زلزلت أوروبا خلال الفترة الماضية.

وأوضحت أن تلك التصرفات تفسر الموقف الفرنسي من الأزمة.

وأشارت الباحثة الفرنسية-اللبنانية إلى التناقض الواضح في الموقف السياسي للدوحة وباريس على صعيد الأزمات الإقليمية، موضحة أن قطر تدعم وتمول الإرهاب لا سيما في أفريقيا، في الوقت الذي تحارب فيه فرنسا الإرهاب ضمن قوات مجموعة الساحل لدحر الإرهاب في مالي.



وتابعت أن موقف قطر، المخالف لدول الخليج التي ترفض الإرهاب ومموليه وقاطعت قطر بسبب دعمها الإرهاب ومليشياته، يضعف من الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة التهديد الإيراني في المنطقة ومن ثم فإن قطر تسهم في توغل ذلك التهديد.

وقسمت الباحثة الشرق الأوسط إلى 3 محاور رئيسية مؤثرة على الصراع في المنطقة، وهم محور "الاعتدال"، المتمثل في المملكة العربية السعودية والإمارات، والمحور الثاني الفاشي الذي تقوده إيران وسوريا وحزب الله اللبناني، والمحور الثالث بقيادة "أنقرة والدوحة وتنظيم الإخوان".

وأشارت مادلين إلى أن هذه المحاور الثلاثة إضافة إلى القوى الخارجية (واشنطن وروسيا) فضلا عن العناصر الفاعلة الإقليمية من مصر والأردن، هما الفاعلان الرئيسان في منطقة الشرق الأوسط في الأزمات (سوريا، وليبيا، واليمن) مع اختلاف التوجهات وفقاً للأبعاد السياسية والاقتصادية والجغرافية".


من جهته، قال الباحث الفرنسي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية كليمون تيرم إن "النفوذ الإيراني الأخطر في المنطقة متمثل في دعم مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، وأن تقنية الأسلحة التي تستخدمها المليشيا وطريقة استخدامها تؤكد 100% بأنها إيرانية".

ولفت الباحث الفرنسي إلى أن "اليمن يعزز المحور الفاشي، الذي تقوده إيران للتحكم في صراع المصالح الاقتصادية لمناورة الغرب فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها".

من جهة أخرى حذر الباحث الفرنسي موسكو من مد يدها لقطر بزيارة مرتقبة لتميم وإمدادها بصفقة صواريخ "إس 400".

وشدد الباحث على ضرورة رفض موسكو إتمام تلك الصفقة، لكون الدوحة الداعم الرئيسي لتنظيم الإخوان الإرهابي.