كيف لعبت الإمارات دورًا تاريخيًا في إنهاء أطول صراع في القارة السمراء؟ (تقرير مصور)

تقارير وتحقيقات

صورة من اللقاء
صورة من اللقاء

شهدت العاصمة أبوظبي اليوم، قمة ثلاثية بين إرتيريا وإثيوبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، وضمت القمة التي انعقدت في قصر الرئاسة بالعاصمة أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأسياس أفورقي رئيس إريتريا، وأبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا.

وتؤكد زيارة أبي أحمد، والرئيس الإريتري أن الإمارات لعبت دورا تاريخيا في إنهاء أطول صراع في القارة السمراء، لتشكل منعطفا حاسما وتحولا لافتا للوضع الجيوسياسي بمنطقة القرن الأفريقي التي تُعَد من أكثر مناطق العالم اضطرابا.

التقارب بين الإمارات وإثيوبيا

يعد التقارب بين الإمارات وإثيوبيا أسهم في حل الأزمات التي تعصف بأمن منطقة القرن الأفريقي، والتي كان في مقدمتها الصراع بين أديس أبابا وأسمرا، في ظل ترحيب في القارة السمراء ، للتوجه الإماراتي في القارة السمراء، بعد أن نجحت دبلوماسيتها في إنهاء أطول حرب في المنطقة.

وكان صندوق أبوظبي للتنمية قد أبرم في يونيو 2012، اتفاقية قرض بقيمة 183 مليون درهم مع حكومة إريتريا للمساهمة في تمويل مشاريع تنموية وحيوية تخدم اقتصاد البلاد، وجاءت اتفاقية التمويل الموقعة قبل 6 سنوات في ظل نمو وتطور العلاقات بين إريتريا والإمارات، وفي إطار مساندة دولة صديقة في تطوير اقتصادها بتقديم القروض اللازمة لتنفيذ مشاريعها الإنمائية.

كما لعب المستشفى الإماراتي الميداني الإنساني العالمي المتنقل، دورا كبيرا في توطيد أوجه العلاقات بين الإمارات وإريتريا، حيث نفذ المستشفى برامج علاجية وإنسانية بشراكة مع وزارة الصحة الإريترية وتحت إشراف حملة العطاء الإنسانية لعلاج مليون طفل ومسن، وبمشاركة نخبة من كبار الأطباء والجراحين من مختلف دول العالم.

وظل مستشفى الإمارات الميداني يعمل في إريتريا لأكثر من خمسة أشهر ما يعكس متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث قدمت حملة العطاء الإنسانية تجهيزات طبية متطورة أسهمت في إنشاء مركز متكامل لأمراض وجراحة العيون للاستمرار في تقديم الخدمات الطبية التشخيصية والعلاجية لمرضى العيون، حيث يضم المركز أجهزة حديثة تساعد على إجراء جراحات دقيقة.

وسام "زايد" 

منح ‏الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وسام "زايد" للرئيس الإريتري أسياس أفورقي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، وذلك تقديرا لجهودهما في إطلاق مسيرة السلام بين بلديهما.

وقام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بتقليدهما الوسام في مراسم استقبال رسمي أقيم لهما في أبوظبي، وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الإمارات والسعودية داعمتان أساسيتان لكل جهد أو تحرك يستهدف حل النزاعات وتحقيق الأمن والسلام.

كما أشادت دولة الإمارات في بيان ثلاثي مشترك بحكمة الرئيس أسياس أفورقي والدكتور آبي أحمد، مثمنة الخطوة التاريخية التي أسفرت عن توقيع اتفاق سلام بين البلدين، ومثلت حكمة سياسية وشجاعة كبيرة لبلدين جارين تربطهما وشائج من العلاقات التاريخية والاجتماعية والكثير من المصالح المشتركة وتمهد لسنوات من الاستقرار والتنمية والازدهار. 

وأكد البيان الثلاثي العلاقات المتميزة والراسخة التي تربط دولة الإمارات مع كل من إريتريا وإثيوبيا والمصالح المشتركة التي تجمع بينها، والتي ستعزز مع آفاق السلام والتنمية التي يمهد لها هذا الاتفاق، والذي يمثل أساسا راسخا لعلاقات سوية ومتينة في المنطقة. 

وثمّن أفورقي وآبي أحمد، بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، ومساهمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير دفاع المملكة العربية السعودية، في رعاية اتفاق السلام والدفع به، ليكون واجهة لعلاقات إيجابية ستعود بالنفع على الطرفين بشكل مباشر وعلى القرن الأفريقي بشكل عام. 

وقد شكر الرئيس أسياس أفورقي والدكتور آبي أحمد، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات على مساهمتهما في الجهود المبذولة لإنهاء الخلاف بين البلدين الجارتين، حيث لم تألُ المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات جهداً في متابعة خطوات المصالحة ضمن توجه البلدين الحكيم لإرساء علاقات استقرار في المنطقة واحترام حسن الجوار.