مستشار شرعي يكشف خفايا نوايا النظام القطري بشأن الحج

عرب وعالم

اليمن العربي

يؤكد المستشار الشرعي والباحث في السنة والسيرة النبوية، الدكتور خالد الشايع، أن المتابع لسياسة المملكة العربية السعودية يجد من معالمها البارزة: النأي بالحرمين الشريفين عن التشعبات السياسية والخلافات المتنوعة، والحفاظ على قدسيتهما؛ برغم سعي خصومها لاستغلال هذا الملف الشريف وتدنيسه بسياساتهم الماكرة. 

كما صنعت حكومات أنظمة بائدة عديدة؛ حيث حكومات ثورة صدام، وثورة القذافي، وثورة الخميني، وكان تعامل الحكومة السعودية راسخاً حميداً بتنزيه الحرمين عن مكر أولئك، واستقبال قاصدي الحرمين وخدمتهم وتذليل الصعاب أمامهم.

ويؤكد لـ"سبق": "وها هي السلطات القطرية تأتي لتصطف في طابور المكر، وتسعى للتلاعب بقدسية الحج وتدنيس الحرمين بسياسات دنيئة؛ ففي موسم حج عام 1438هـ: سعت سلطة قطر للتباكي أمام العالم الإسلامي بأن السعودية قد رفضت قدوم مواطنيها للحج؛ مخفيةً الحقيقة وهي: رفض السعودية لإرهاب سلطة قطر وليس لحج مواطنيها".

ويضيف أنه، ولفداحة ما تزعمه سلطة قطر وتأكيداً لمنافات ما دأبت عليه السعودية؛ فقد بيّنت حكومة المملكة أن ملف الحج بالنسبة لأشقائنا المواطنين القطريين خارج الحسابات السياسية مع حكومتهم؛ أسوةً بكل المسلمين في العالم بل وفوق ذلك -وإبعاداً لأي عوائق تعترض حجاج قطر- فقد صدرت التوجيهات السامية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- باستضافتهم على نفقته الخاصة من حين وصولهم، بل ومن الدوحة إلى أن يُتموا مناسكهم وعودتهم.

ويقول: "ثم عادت سلطات قطر لتنفخ في رماد مكرها من جديد؛ فجمعت عدداً من المرتزقة ووضعتهم في إحدى الشقق في جنوب شرق آسيا، وسجلت لهم عبر بوقها الإعلامي دعاوى ما سمته منظمة مراقبة إدارة الحج، والتي سرعان ما تلاشت بتجاهل المسلمين لها إلا من بعض العمائم في طهران وقم، ثم عادت سلطات قطر لاجترار النعيق بشعارات ما يسمى تدويل الحرمين؛ فجاء الجواب الحازم من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بأن هذه الدعوات بمثابة إعلان حرب على المملكة؛ فلم يملك وزير خارجية سلطة قطر محمد آل ثاني إلا التراجع بقوله: لم يصدر أي تصريح من أي مسؤول قطري بشأن تدويل الحج".

ويشير إلى أنه في موسم حج هذا العام 1439هـ، استبقت الحكومة لسعودية مكر سلطة قطر وأصدرت التوجيهات الكريمة لوزارة الحج بإزالة أي عوائق تصطنعها السلطات القطرية ضد الحجاج القادمين من قطر؛ فأعلنت وزارة الحج بالمملكة، أنه نظراً لعدم تجاوب مكتب شؤون حجاج قطر مع الجهات المعنية لإنهاء ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج القطريين، وإضاعة الوقت دون تحقيق أي تقدم بإنهاء الإجراءات اللازمة لتمكين المواطنين القطريين من أداء فريضة الحج؛ أنشأت وزارة الحج بالمملكة موقعاً إلكترونياً (https://qh.haj.gov.sa) لتسجيل الحجاج القادمين من قطر؛ تمهيداً لترتيب وصولهم وخدمتهم؛ حيث يمكنهم التعاقد على الخدمات التي يحتاجونها من (سكن ونقل وإعاشة) في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة مع المؤسسة الأهلية المعنية بخدمة الحجاج القطريين، وحسب رغباتهم كغيرهم من الحجاج القادمين من مختلف دول العالم، ولما أعلنت وزارة الحج السعودية رابط الدخول للموقع؛ ما كان من سلطة قطر إلا أن قامت بحجب الموقع واستحالة دخول أشقائنا القطريين إليه وكل من يقيم بقطر.

ويستطرد: "بادرت وزارة الحج السعودية بإعلان رابط بديل للموقع (https://qh1.haj.gov.sa).

فحضر مكر سلطة قطر مرة أخرى وهدفها أن تصل لنتيجة (قطر: لم يحج أحد)؛ ظناً منها أن ذلك سيحرج الحكومة السعودية؛ فوجهت سلطة قطر تهديداً مبطناً لمن أراد الحج من أشقائنا في قطر بأنهم سيتعرضون للاعتقال من قِبَل حكومة المملكة! وزعمت عبر وسائل إعلامها أن (الحج فخ للقطريين)، وهذا زعم باطل يرفضه العقل وينقضه الواقع؛ ولكنها حيلة مبطنة وتهديد ضمني يجعل المواطنين القطريين الأشقاء مترددين في الحج بعد أن زجت السلطة القطرية بقدسيته في أتون السياسة، وتخلت عن واجباتها تجاههم.

ويقول: "ولعل سلطة قطر قد نسيت أن بعثة نادي الغرافة الرياضي القطري قد وصلت إلى جدة بطريق غير مباشر، وبعد أدائهم للمباراة توجهوا لمكة وأدوا العمرة مكرّمين؛ فلماذا زعمت السلطة القطرية الفخ في الحج وتناسته في الرياضة؟! إنه التسييس لملف الحج والتلاعب بقدسية الفريضة المعظمة؛ وبهذا يتبين أن سلطة قطر الحالية قد تمادت في التلاعب السياسي بملف الحج، وهذه قضية لا يجوز السكوت عنها؛ فإذا كانت الحكومة السعودية لم تزل متحلية بالحِلم والحكمة وتغليب المصالح العليا بما يتعلق بشعيرة الحج والأماكن المقدسة؛ فإن الواجب على المرجعيات الإسلامية في العالم والمتخصصين في الشريعة والقانون أن يقفوا موقف الإنصاف والإنكار على السلطة القطرية جراء تلاعبها بملف الحج؛ إذ لا يجوز شرعاً ولا قانوناً أن تتسبب سلطة قطر في منع أحد يريد الحج أو الزيارة لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وإلا كانت مشمولةً بالوعيد الرباني: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواءً العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} [الحج/25]، وفي ضوء هذه الآية الكريمة وما في معناها؛ ينبغي التعامل مع تلاعب سلطة قطر بملف الحج والاستخفاف بقدسية الحرمين الشريفين؛ حيث لا يعرف في عالمنا المعاصر من اجترأ على جريمة الصد عن المسجد الحرام، ومنع الشعب من الحج إلا حكومة الثورة الخمينية والسلطة القطرية الحالية".

ويختم حديثه بالقول: "فإنا لنرجو الله الكريم لقيادتنا ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، مزيد الشرف بخدمة الحرمين الشريفين، وأن يعينهما على كل ما فيه الخير والبر والتقوى، والصبر على مكائد الغدر والمكر، وسيعلم الذين ظلموا أي مقلب ينقلبون".