بسبب الدولار.. أزمة جديدة في إيران وتحذيرات من هجرة جماعية

اقتصاد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يواجه الإيرانيون أزمة حادة أثناء سفرهم خارج البلاد بسبب التداعيات السلبية لسوق النقد الأجنبي، وتجاوز سعر الدولار الأمريكي حاجز 9000 تومان إيراني، حيث ارتفعت أسعار حجوزات بطاقات الطيران بشكل غير مسبوق.

وأشارت صحيفة "همشهري" الإيرانية إلى أن وكالات السياحة والسفر الإيرانية استغلت أزمة سوق النقد الأجنبي لترفع أسعار حجوزات الرحلات الخارجية، الأمر الذي ضاعف نفقات المسافرين الإيرانيين، غير أنها ألمحت إلى قرار البنك المركزي بإيقاف تزويد المسافرين الإيرانيين بمبالغ مالية من العملة الصعبة. 

واعتبرت الصحيفة الإيرانية أن هذا القرار أسهم بشكل غير مباشر في تأجيج أزمة غلاء أسعار الحجوزات السياحية، حيث وصلت قيمة الرحلة الأسبوعية إلى صربيا على سبيل المثال إلى نحو 4 ملايين تومان إيراني، بعد أن كانت قيمة الرحلة نفسها تصل إلى النصف قبل شهر واحد.

ويرى "ردايو فردا" الناطق بالفارسية أن المستهلكين الإيرانيين باتت لديهم نظرة تشاؤمية إزاء تقلبات الأسواق داخل البلاد، خاصة أن سعر الصرف الأجنبي يشهد زيادة مطردة يوميا، وسط عجز حكومي في الوقت الذي تتقلص فيه العوائد النفطية.

وزادت مصاعب المسافرين الإيرانيين خلال رحلاتهم إلى خارج البلاد منذ بداية السنة الفارسية الجارية، التي بدأت في 21 مارس/آذار الماضي، حيث زادت نسبة الرسوم الحكومية المقررة إلى 3 أضعاف، حيث يدفع المسافر في الرحلة الأولى نحو 220 ألف تومان، بزيادة 50% حال السفر لمرة ثانية، و100% للمرة الثالثة.

وأسهمت أزمة شح العملة الصعبة في تفاقم هذه المصاعب وسط إغلاق السلطات الحكومية للصرافات، ما حدا بهؤلاء المسافرين للبحث عن الدولار بالسوق السوداء لتدبير مطالبهم لكن دون جدوى أحيانا.

وتفاقمت أزمة شح النقد الأجنبي في السوق الإيرانية بعد قرار حكومة طهران مؤخرا توحيد أسعار الدولار عند 4200 تومان بالسوق الرسمية في مسعى لوقف صعود الدولار.

وعلى صعيد متصل، حذر عالم اجتماع إيراني من احتمالية اندلاع موجة هجرة جديدة خارج البلاد، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها إيران، إلى جانب تزايد حدة التذمر الشعبي من سوء جودة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه.

واعتبر بهرام صلوتي، أستاذ علم الاجتماع بمعهد الدراسات الديموغرافية التابع لوزارة العلوم الإيرانية، في مقابلة مع وكالة إيلنا الإيرانية، أن البطالة باتت أحد أبرز المعضلات التي تواجه الشباب داخل البلاد، مشيرا إلى وجود رغبة متزايدة لدى الإيرانيين وحتى الجنسيات الأجنبية المقيمة على أراضيها لمغادرتها، قبل أن يؤكد ارتفاع نسبة الشباب العاطلين عن العمل إلى نحو 20%.