محاولة قطرية جديدة لتخريب جهود مصر في غزة

عرب وعالم

اليمن العربي

أطلقت مصادر فلسطينية رفيعة تحذيرات من محاولات تبذلها قطر لتخريب الجهد المصري الهادف لتحقيق المصالحة الفلسطينية وصولا إلى فرض "صفقة القرن" الأمريكية.

وقالت مصادر التي تحدث معها أن "قطر غير راضية عن التقدم الملحوظ الذي نجحت مصر في تحقيقه نحو إنجاز المصالحة الفلسطينية، ونجاحها المتكرر في تجنيب قطاع غزة كوارث الحرب".

وأضافت المصادر، مستندة إلى معلومات استخبارية فلسطينية، "تحاول قطر من خلال أفراد ومجموعات داخل حركة (حماس) تخريب الجهد المصري".

ولفتت في هذا الصدد إلى محاولات أخيرة للتصعيد في قطاع غزة بعد إعلان تقدم واضح باتجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية عبر جهد مصري.

وأشارت المصادر إلى أن "قطر لا تريد أي نجاح للجهود المصرية وهي تريد أن تبدو في عيون الإسرائيليين والأمريكيين كأنها الطرف القادر على التأثير على حركة حماس، كما أنها لا تريد أي نجاح لأي جهد مصري بسبب عداوتها للقاهرة".

وأضافت أن "نجاح مصر في التقريب ما بين (فتح) و(حماس) وأيضا نجاحها في تجنيب قطاع غزة التصعيد العسكري يربك قطر ويزعجها ولا يستبعد أن تكون مصالحها بهذا الشأن تتقاطع مع المصالح الإيرانية".

وتابعت المصادر أنه "في الأونة الأخيرة ظهر السفير في وزارة الخارجية القطرية محمد العمادي في أكثر من مناسبة في لقاءات مع التلفاز الإسرائيلي ووكالات أنباء متحدثا عن وساطات يقوم بها بين الحكومة الإسرائيلية و(حماس) إلا أنه باعترافه لم يحقق أي شيء ، ولكن هذا هو تحديدا ما تريده قطر أن تواصل الاتصال مع الإسرائيليين تحت غطاء الوساطة حتى وإن كانت النتيجة صفرا".

ورجحت المصادر عدم نجاح القطريين في إقناع قيادة حماس في إفشال الجهود المصرية فبدأت تسعى إلى الاعتماد على أفراد ومجموعات صغيرة لمتابعة مخططها على غرار ما فعلت في دول عربية أخرى.

ومن المقرر  أن يصل في الساعات القادمة إلى العاصمة المصرية القاهرة عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) عزام الأحمد لتسليم رد الحركة المكتوب على مسودة مقترحات لآليات تنفيذ إتفاق المصالحة الفلسطيني الأخير.

وقالت المصادر الفلسطينية لـ"العين الإخبارية" إن"رد الحركة سيكون إيجابيا".

وكانت حركة (حماس) أعلنت أنها أبلغت مصر ردها الإيجابي على رؤية للمصالحة.

ولكن الأمور قد تكون أبعد من مجرد تخريب جهود المصالحة وإنما أيضا السعي لتمرير "صفقة القرن" الأمريكية.

وقالت المصادر الفلسطينية إن "الإدارة الأمريكية فشلت مؤخرا في تمرير صفقة القرن على الدول العربية وكان الجواب قاطعا أن لا حل بدون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وأن العرب لن ينخرطوا في أي جهد يلتف على القيادة الفلسطينية".

وأضافت أنه "قبل أيام تسلمت القيادة الفلسطينية رسالة من القيادة المصرية تفيد بأن مصر مع دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وأنها لن تقبل صفقة القرن الأمريكية وأنها لن تقبل دولة فلسطينية في غزة وهو موقف ثمنته القيادة الفلسطينية عاليا".

وكان وزير الخارجية الفلسطيني د.رياض المالكي شكر المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ومصر على مواقفها التي أبلغتها للوفد الأمريكي الشهر الماضي، ولكن لوحظ أنه استثنى قطر من هذا الشكر رغم أن الوفد الأمريكي زارها.

واستنادا إلى المصادر الفلسطينية فإن الإدارة الأمريكية لم تتراجع عن محاولاتها فرض "صفقة القرن" وما زالت تحاول القيام بذلك من خلال بوابة غزة عبر الحديث عن تحسين الحالة الإنسانية في غزة.

وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه قال أمس الأحد إن"المنطقة اليوم أمام مفترق طرق لحسم قضايا مبدئية تمس المصالح العليا لشعوبها، والتي قد تخاطر بعض الأطراف بها من خلال محاولتها أحداث شرخ علني لمواقف قومية ثابتة ومبدئية، لذلك عليها الاصطفاف لصالح الخيار الوطني والقومي، لمنع تحويل صفقة القرن التي هدأت ولكنها لم تنته إلى صفقة إقليمية لا يمكن التكهن بعواقبها".

وحذر أبو ردينة في بيانه "من تماهي البعض مع هذه الجهود التي ستنال من سيادة واستقلال دول والمساس بوجود أحزاب وحركات، وبالتالي سيتم تجاوز دور هذه الجهات مما يؤدي إلى مخاطر حقيقية". ولم يشر أبو ردينه بالاسم إلى دولة قطر.

ولكن السفير في وزارة الخارجية القطرية محمود العمادي كان أعلن أن قطر لن تعارض "صفقة القرن" إذا قبل بها الفلسطينيون.