على غرار التدخل في سوريا.. ننشر الفصل الأخير في استنجاد مليشيا الحوثي بالدُب الروسي

تقارير وتحقيقات

بوتين
بوتين

خرج رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى لجماعة مليشيا الحوثي الإيرانية، مهدي المشاط تدخلاً روسياً لوقف العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الوطني لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي غرب اليمن.

جاء ذلك خلال برقية بعث بها المشاط إلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مطالباً منه لعب دور مؤثر في الأزمة اليمنية.

ويعد تدخل الدب الروسي في سوريا، بمواصلة دعمه، لنظام الرئيس بشار الأسد ، بمثابة الطعم الذي إنجرف ورائة كل من إيران و حلفائها في اليمن،و الحوثيين، و هكذا تحولت أنظارهم صوب موسكو لمشاركتها في الحرب، على اليمن و إغتصاب السلطة الشرعية، وتعد تصريحات مستشار المرشد الإيراني " علي أكبر ولايتي" ، الأخيرة التي أجراها مع وكالة نادي الصحفيين الإيرانيين، تأكيداً لتحول أنظار الحوثيين و قوات صالح إلي موسكو ، حيث صرح " ولايتي"، إيران ستتدخل في اليمن بدعم روسي ، علي غرار ما تم من تعاون روسي إيراني، في كل من العراق و سوريا " مؤكداً على أن التنسيق بين طهران و موسكو يتم علي أعلي المستويات و لم يقتصر الأمر فقط علي سوريا بل سيمتد التعاون إلي اليمن أيضا .

ولم تقتصر الدلالات علي ذلك فقط ففي وقت سابق أعلن رئيس مجلس الوزراء" أحمد عبيد بن دغر" عن محاولات موسكو في إخراج الرئيس الراحل على عبدالله صالح من تورطة في إهدار الدم اليمني و تخليه نهائيا عن الحوثيين ، و لم يترك صالح و رفاقة طرق إلي روسيا إلا و سلكوها،وذلك بعد تكرر الزيارات للسفارة الروسية ، في محاولات مستميتة للتدخل الروسي في اليمن، على غرار التدخل في سوريا .

و في وقت سابق، قال "دغر" أن السفير الروسي في صنعاء، إن موسكو لن تخرج عن إطار قرار مجلس الأمن، وأن الرئيس الراحل صالح تحول إلي مشكلة حقيقية، مشدداً على أن روسيا لن تتخلى عن صالح في سبيل إنهاء الأزمة .

الموقف الروسي بشأن اليمن

ظهر الموقف الروسي بشأن الأزمة اليمنية منذ البداية بدعم الشرعية اليمنية الممثلة في الرئيس هادي عبدربه منصور والحكومة، منذ انقلاب جماعة الحوثي الإيرانية.

القائم بأعمال السفارة الروسية في صنعاء

أكد القائم بأعمال السفارة الروسية في صنعاء، أوليغ دريموف، أن الموقف الروسي بشأن الأزمة اليمنية واضح منذ البداية وهو الاعتراف بالحكومة الشرعية التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي.
 
وقال دريموف في تصريحات سابقه، إن موسكو رسمياً وقانونياً لا يمكنها الاعتراف بحكومتين حسب قرار مجلس الأمن الدولي 2216، حيث أن "روسيا تؤيد ولديها علاقات رسمية وزيارات واتصالات هاتفية مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي٬ الرئيس اليمني الشرعي.
 
وأشار القائم بأعمال السفارة الروسية في تصريحات سابقة إلى أن سفارة موسكو في صنعاء تتواصل مع الطرف الثاني في هذا النزاع، لتقريب وجهات النظر، ومساعدة جهود المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد آن ذاك، لإيجاد حل سلمي وسياسي، موضحاً أن وسائل الإعلام غيرت العبارة، وكتب بعضها أن "روسيا مستعدة للاعتراف بالمجلس السياسي رسمياً.. هذا غير صحيح، التصريح كان أن روسيا أيدت ولا تزال كل الجهود الرامية لإيجاد حل وسط مقبول لطرفي النزاع اليمني فقط".

وذكر دريموف أن روسيا ضمن الدول العشر الراعية للمشاورات اليمنية والعملية الانتقالية، وتابع: "مع الأسف الشديد، كثير من الصحافيين يغيرون معنى التصريحات ويكتبون ما يريدون، مما يسبب مشكلات".

من جهته، أكد وزير الخارجية السابق، عبد الملك المخلافي، للصحيفة عدم وجود أي تغير في الموقف الروسي تجاه الشرعية اليمنية٬ معتبراُ تصريحات القائم بأعمال السفارة الروسية في صنعاء بشأن المجلس السياسي الانقلابي الأخير٬ خطأ وقع فيه٬ ومن ثم صححه السفير الروسي بعد اعتباره هذا المجلس خطوة من طرف واحد.