عسكر: إيران هي الطرف الرئيسي الداعم للحوثيين

أخبار محلية

اليمن العربي

حول رصد انتهاكات الحوثيين وآليات توثيق هذه الجرائم، ودور التحالف العربي لمساندة أبناء الشعب اليمني، أجرت "العين الإخبارية" حوارا مع وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر.

وكشف وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر عن عدد القتلى والجرحى في الأزمة اليمنية، قائلًا: "سقط أكثر من 38 ألف مدني ما بين قتيل وجريح خلال الفترة من سبتمبر 2014 وحتى نهاية مايو 2018، وارتكب الحوثيون انتهاكات جسيمة استهدفت النساء والأطفال بشكل مباشر".

وقال محمد عسكر إن "مليشيا الحوثي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في عدن وأبين وتعز ومأرب منذ اندلاع الأزمة اليمنية في 21 سبتمبر/أيلول 2014، ما بين القصف العشوائي وزرع الألغام الأرضية التي تعد جرائم حرب محرمة دوليا"، مشيرا إلى أن عدد الألغام التي تم زرعها في اليمن تجاوز مليون لغم، إضافة إلى الألغام البحرية ما يعرقل سلامة الملاحة الدولية، خاصة أن اليمن يطل على أهم مضيق دولي "باب المندب".

"مليشيا الحوثي الانقلابية لم تدمر حضارة اليمن فحسب، بل عملت على تفخيخ مستقبلها" بهذه العبارة وصف وزير حقوق الإنسان اليمني جرائم الحوثيين ضد أطفال اليمن، موضحا أن عملية استهداف الأطفال هدفها تدمير مستقبل اليمن عبر تجنيدهم والزج بهم في حروب، وزراعة الألغام ما يجعلهم عبئا على عملية التنمية في مجتمعهم.


وأشار إلى أن عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم على يد الحوثيين يتراوح ما بين 15-20 ألف طفل، مؤكدا أن المليشيا الحوثية الإيرانية تجبر الأطفال على الخروج من المدارس إلى ساحات القتال.

وتطرق الوزير اليمني في حواره مع "العين الإخبارية" إلى ظاهرة حرمان الأطفال من التعليم، التي تمت بعملية ممنهجة بإيقاف المدارس عن العمل وتحويلها لثكنات عسكرية ومخازن أسلحة، إضافة إلى نهب رواتب المعلمين والمعلمات، منوها إلى امتلاك الوزارة وثائق تفيد باستيلاء الحوثي على أكثر من 86 مليار ريال يمني كرواتب لموظفي الدولة اليمنية خلال العام الماضي.

وطالب عسكر المجتمع الدولي بضرورة إيقاف جرائم الحوثي، مشددا على أن تطبيق قرارات الأمم المتحدة ينهي الانقلاب على الشرعية ويوقف الأزمة الإنسانية لليمنيين.


وحول دعم إيران لمليشيا الحوثي، أوضح عسكر أن إيران هي الطرف الرئيسي الداعم للحوثيين، الذي دفعهم للانقلاب على الشرعية وكل مخرجات الحوار الوطني، مؤكدا أن طهران تمتلك أجندة بعيدة عن المقتضيات والمصلحة الوطنية، خاصة أن الحوار الوطني وافق عليه الحوثيون بعد 10 أشهر من طرحه.

وتابع بقوله: "إيران هي التي أسست ودعمت الحوثيين، وقامت بإمدادهم بالسلاح والصواريخ الباليستية، بهدف زرع الطائفية بالمنطقة والاعتداء على الدول المجاورة لليمن، وإدخال الدول العربية في بؤر صراع".

وفي الوقت نفسه، تحدث عسكر عن دور التحالف العربي بقيادة الإمارات والسعودية، مشيدا بدورهما في استعادة 80% من الأراضي اليمنية وإيقاف خطر الحوثي.

وأضاف: "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن استطاع أن يكسر أنف طهران لأول مرة في عدن"، متمنيا أن يتحول التحالف إلى تحالف حضاري يواجه المشروع الإيراني ليس أمنيا وعسكريا فحسب، بل يمتد دوره إلى الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.


وأشاد وزير حقوق الإنسان اليمني بدور الإمارات والسعودية في تخفيف معاناة اليمنيين، بتقديم المساعدات الإنسانية والغذائية وإعادة بناء البنية التحتية في المدن المحررة، قائلًا: "نشكر الأشقاء في الإمارات ممثلة في الهلال الأحمر الإماراتي والسعودية ممثلة في مركز الملك سلمان، على المبادرة الإنسانية المتعلقة بإنشاء جسر جوي وبحري وبري لإدخال المساعدات الإنسانية لأبناء الحديدة".

وأضاف أن "الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان نجحا في توفير مخيمات للنازحين، ومراكز إيواء للنازحين، إضافة إلى مساعدة كافة الأجهزة اليمنية".

وقال عسكر إن "الوضع الإنساني في الحديدة كارثي منذ بداية الانقلاب على الشرعية، ويعاني نحو 25% من أبناء المحافظة اليمنية من سوء تغذية، ما يجعل استعادة الميناء وسيطرة الجيش اليمني عليه ضرورة ملحة، خاصة أن الحوثيين يستخدمونه لتهريب الأسلحة والصواريخ والأموال".

وأوضح أن من بين انتهاكات مليشيا الحوثي في الحديدة استخدامها المدنيين كدروع بشرية، ومنع الشباب والرجال من الخروج للشوارع، وحفر الخنادق التي تتسبب في تفشي الأمراض ووباء الكوليرا وتلوث المياه، مؤكدا أن كل هذه الممارسات تتعارض مع القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربعة المتعلقة بحماية المدنيين.

وأقام التحالف جسرا جويا من السعودية إلى وسط اليمن، لتسهيل عملية نقل وإيصال المساعدات الإنسانية، خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.

وفي الأزمة اليمينة، يعاني نحو 19 مليون شخص من سوء تغذية، و21 مليون آخرين في حاجة إلى مساعدة غذائية، وحوالي 14 مليون في حاجة إلى مساعدة إنسانية، إضافة لتعرض نحو 18 ألف شخص لتعذيب تعسفي على يد مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.

وأثنى الوزير على دور الإمارات في إصلاح البنية التحتية لليمن، مشيرا إلى أن هناك نحو 2300 مدرسة تهدمت وتحولت لثكنة عسكرية، وقام الهلال الأحمر الإماراتي بإعادة إعمارها، إلا أن الطاقة الاستيعابية للمدارس محدودة لتدفق النازحين من الحديدة والمدن الواقعة تحت سيطرة الحوثي.

ومع استمرار حملات القتل ضد اليمنيين تزداد مخاوف عودة انتشار الكوليرا من جديد، خاصة خلال موسم الأمطار، وأكد عسكر أن المخاوف قائمة من تفشي وباء الكوليرا في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثي، منوها بأن مبادرة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قدمت 66.7 مليار دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن.

وتسببت الكوليرا في مقتل أكثر من ألفي شخص وأكثر من مليون حالة اشتباه إصابة بالوباء منذ عام 2016 بالمدن اليمنية.

"لن نصمت تجاه ما ترتكبه مليشيا الحوثي من الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري لليمنيين، وسيتم آجلا أو عاجلا محاكمة جميع مرتكبي الجرائم ضد حقوق الإنسان في اليمن، من أجل بناء دولة يمنية تقوم على السلام وحقوق الإنسان"، عبارة أكد خلالها وزير حقوق الإنسان اليمني على توثيق جرائم الحوثيين.

وشدد في حواره على مهمة وزارة حقوق الإنسان اليمنية في تعزيز ونشر التوعية بقانون حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية، إضافة إلى دورها الرئيسي في رصد وتوثيق انتهاكات مليشيا الحوثي، ومتابعة عمل اللجنة الوطنية للتحقيق التي بدروها تقدم الانتهاكات إلى النيابة العامة للقيام بالإجراءات القضائية المطلوبة ضد الحوثيين.

واختتم محمد عسكر حديثه، قائلًا: "العلاقة القوية مع دول التحالف العربي لدعم الشرعية تقلل من معاناة اليمنيين، بداية من توفير ممرات إنسانية للنازحين، وصولًا إلى مساندة وزارة حقوق الإنسان باليمن في رصد وتوثيق جرائم المليشيا الحوثية المدعومة من إيران".