باحثون: تقارب إيران وقطر لن يجلب سوى الخراب

عرب وعالم

اليمن العربي

إيران وقطر.. تقارب مثير للجدل بين بلدين متناقضين نظرياً، على الأقل، وهو ما يعتبره باحثون غربيون علاقة لن تجلب سوى الخراب للمنطقة والعالم.

فالدولتان أبعد ما يكونان أيديولوجياً وثقافياً وسياسياً.. قطر تلك الإمارة الصغيرة التي من المفترض دولة عربية وجزء من دول مجلس التعاون الخليجي، وإيران التي يحكمها نظام الملالي، البلد المتهم بدعم وتمويل الإرهاب عن طريق مليشيات الحرس الثوري.

وأثار ذلك التقارب انتقادات المحللين والمراقبين الغربيين الذين رأوا أن أسلوب النظام القطري تجاه إيران يتبع المبدأ الميكافللي "الغاية التي تبرر الوسيلة" بالرغم من الخلافات الجوهرية في الفكر والمبادئ والسياسة، إلا أن مصالح النظامين طغت على مصلحة الشعب القطري والعربي بأكمله.

وحذرو الباحثون من تبعات ذلك التقارب المتناقض بين هاتين الدولتين ومن مخاطره على أمن واستقرار المنطقة.


وفي هذا الصدد، أشار موقع "ميديا بارت" الفرنسي إلى أن قطر وإيران يتقاسمان خاصية بأنهما يمتلكان أكبر حقل غاز في العالم، إلا أنهما يختلفان في كل شيء سياسياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، حتى في رؤيتهما المشتركة تجاه مستقبل المنطقة.

وأوضح الموقع الفرنسي، أن ذلك التقارب المتناقض كان أحد الأسباب المنطقة لمقاطعة دول الرباعي العربي، في 5 يونيو/حزيران لقطر، مشيراً إلى أن ذلك مصير أي دولة تتحالف مع تلك الدولة التخريبية التي تسعى لبث الفتنة والإرهاب بالمنطقة العربية، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي المنطقة الأكثر تكاملاً في العالم.

ونوهوا في هذا الصدد بأن اسم إيران يذكر في قلب أي نزاع في المنطقة منذ عام 1979.

ولفت الموقع الفرنسي، إلى أنه مهما كان ذلك التقارب بين طهران الدوحة، فإنه في الحقيقة خطر فادح فلن يجلب سوى الخراب، وبث التفرقة وهي اللعبة التي تنتهجها إيران لاختراق أي منطقة، لكون السياسة الخارجية للدولتين مختلفة إلى أبعد درجة.

ومن ثم رصد "ميديا بارت" أوجه التقارب والاختلاف بين قطر وإيران وتأثير ذلك على المنطقة.


وبحسب الباحثين، فإنه من وجهة نظر دبلوماسية، فإن الأولوية لدول مجلس التعاون الخليجي هو تأمين وضمان أمن المنطقة ودول الخليج، في المقابل، لا تريد إيران ذلك الاستقرار حتى أصبحت تهديداً على وحدة أعضاء المجلس، الأمر الذي يفسر وحدة جميع الأعضاء ضد جارتهم الخطرة إيران، إلا أن قطر تخلفت عن وحدة الخليج بإبرام اتفاقات منفصلة مع طهران.


وقال الخبير الفرنسي المتخصص في الشأن الإيراني أوليفييه لاج إن "إيران تبتعد جغرافياً كيلومترات عن قطر إلا أن البلدين أبعد ما يكونان أيديولوجياً وسياسياً حتى اللغة، فهما عدوّين أكثر من أن يكونا صديقين، ولكن هذا التقارب حديث العهد بين النظم لا الشعوب، والقطريون أنفسهم يرفضون ذلك التقارب"، واصفاً تلك كالعلاقة بين البلدين بالجيدة ولكن ليست دافئة.

وتابع أن ذلك التقارب بدأ من قبل الأمير السابق حمد بن جاسم آل ثانِ، إلا أن ذلك التقارب لا يمنع من التضارب في السياسة الخارجية، لاسيما فيما يتعلق بالقضية السورية، ففي الوقت الذي تدعم فيه طهران نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تدعم الدوحة المعارضة السورية، على الأقل ظاهريا.



الأمر نفسه فيما يتعلق بعلاقة حماس بطهران والدوحة، إذ كان موقفهما واحدا حتى تغيرت الأمور تماماً عام 2012، قطعت حماس علاقتها مع الأسد في سوريا، ونقلت مقرها من دمشق إلى القاهرة بعد رفض تأييد بشار، ومع ذلك استمرت إيران في دعم حماس، في المقابل اتخذت قطر مسافة من خالد مشعل.

من جهته، رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بروكسل الحرة، تيري كلينير، أن العلاقات الإيرانية القطرية مسألة نفعية، وهناك استخدام تكتيك واضح للتلاعب والضغط على دول الجوار بكارت إيران،

من جانبه، قال آلان رودييه، ضابط سابق في المخابرات الفرنسية، ومساعد مدير المركز الفرنسي للدراسات الاستخباراتية، والمتخصص في شؤون الإرهاب الجريمة المنظمة، أن تدخل النظام الإيراني، له مآرب أخرى مغايرة للأسباب المعلنة، كنشر مبادئ الثورة الإسلامية المزعومة كما يدعون، إنما محاولة للبقاء في السلطة بأي وسيلة ممكنة.



وأوضح رودييه أن التدخل في سوريا ولبنان والعراق، جاء لترسيخ "الهلال الشيعي"، الذي يربط بغداد ودمشق وبيروت، في حين أن الأذرع الإيرانية في اليمن والبحرين هدفها استغلال قرب تلك البلدان من السعودية.

فيما فسر الخبير الفرنسي التقارب الإيراني مع قطر، بأنه ليس من قبيل صدفة، وإنما له مآرب أخرى، وهو اتخاذ الدوحة ذريعة لوضع قدمها كحجر الأسمنت للتسرب لدول الخليج والقيام بأعمال تخريبية.