صحيفة: هناك مخاوف جدية من توسع نطاق رقعة الاحتجاجات بالعراق

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ذكرت صحيفة خليجية، أنه "لم تفلح الكثير من الأنظمة العربية في قراءة ما تشهده دول عربية عدة، ولم تحاول الاستفادة من نتائج ما عرف ب«ثورات الربيع العربي»، التي اجتاحت هذه الدول خلال السنوات السبع الماضية".



وبينت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الأحد - تابعها "اليمن العربي" - ولم تتعاط معها بشكل يساعدها على الخروج من حالة الاحتقان بإصلاحات جذرية وحقيقية تتفهم مطالب الناس وتعالج الاختلالات القائمة في سياساتها؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حتى تتمكن من منع ما حصل وعدم تكراره من جديد.

وتابعت:"نقول هذا في وقت نشهد فيه الكثير من مظاهر الاحتجاجات في مدن عراقية عدة، خرج سكانها للتعبير عن غضبهم من انعدام الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والسكن، ما يعكس غياب الدولة، التي تفرغ قادتها وأحزابها السياسية لخوض صراعات على السلطة والاستئثار بالحكم، متناسين الدور الذي يجب أن يلعبوه في إعادة الاستقرار إلى بلد مزقته الصراعات والحروب المتوالية عليه ويغرق في بحر من المشكلات منذ العام 1990، بالمغامرة التي أقدم عليها الرئيس الأسبق صدام حسين بغزوه الكويت في الثاني من أغسطس/ آب، وما تبع ذلك من أحداث أدت إلى حروب مدمرة واحتلال البلاد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية الذي استمر سنوات".



وأضافت "لكن بعد خروج الاحتلال لم تستطع الحكومات المتعاقبة معالجة ما حدث وعجزت عن تلبية مطالب الناس الذين تحملوا سنوات من فشل السياسيين، ولم يجدوا من وسيلة للتعبير عن مطالبهم إلا بالخروج إلى الشارع حتى تلتفت إليها الحكومة والنخب السياسية، كما حدث في مدينة البصرة، التي وصل إليها رئيس الوزراء حيدر العبادي وأعطى وعداً بتوفير 10 آلاف وظيفة لسكان المدينة التي تفتقر إلى خدمات بنية تحتية في بلد يعد واحداً من أغنى البلدان العربية".



ومضت:"صحيح أن التظاهرات والاحتجاجات التي خرجت في البصرة وميسان والنجف، حيث احتل الغاضبون المطار لساعات قبل إعادة افتتاحه من جديد، وامتدت إلى العاصمة بغداد، كانت عفوية، لكنها لم تندلع إلا لأن الناس بدأوا يشعرون بانسداد الأفق السياسي واستمرار الصراع والخلافات، على وقع السجال الجاري في البلاد حول تشكيلة الحكومة المقبلة وعملية إعادة العد والفرز لصناديق الاقتراع بشبهة وقوع عمليات تزوير، وتأثير ذلك في آمال الناس إزاء دور الدولة لتوفير الخدمات التي من المفترض أن تقدمها للمواطنين بعد سنوات من الشقاء".



واختتمت:"هناك مخاوف جدية من توسع نطاق رقعة الاحتجاجات لتشمل مدناً ومحافظات أخرى، تصبح معها السيطرة على الأوضاع في البلاد صعبة، ما قد يدفع السلطات إلى استخدام العنف للحد منها، ما يزيد القلق من أن يتحول معها العراق إلى كتلة ملتهبة من صراع دام لا يتوقف عند حد الاحتجاجات السلمية، بل يتعداه إلى أخطر من ذلك. والبلاد في وضعها الحالي مهيأة لانقسامات تعززها صراعات متراكمة منذ سنين طويلة. لكن الخوف الأكبر هو من المتربصين بالعراق ووحدته واستقراره، فهؤلاء لن يعدموا وسيلة في زيادة منسوب الاحتقان وركوب موجة الاحتجاجات حتى يجهزوا على ما تبقى من دولة.. وعراق.".