منظمة التجارة الدولية ومبادرة التجارة والتكنلوجيا الذكية وتقنية البلوك تشين

اقتصاد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أطلقت غرفة التجارة الدولية مؤخراً خلال المنتدى العام لمنظمة التجارة العالمية لعام 2017 مبادرة التجارة والتكنولوجيا الذكية، حيث ركزت هذه المبادرة على شكل وطبيعة المعاملات التجارية الدولية في المستقبل وتدرس تطوير المفاوضات الحكومية بشأن الصفقات التجارية من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنية بلوك تشين وهي تقنية قواعد البيانات اللامركزية وهي نفس التقنية المستخدمة حالياً في المعاملات المالية في البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية المشفرة.

حيث قال مؤسس مبادرة التجارة والتكنولوجيا الذكية دانييل فافر في المؤتمر الخاص بإطلاق هذه المبادرة: "نقدم في هذه المبادرة أدوات مفيدة للغاية ستعزز العمليات المالية والمعاهدات التجارية وهي تتمثل بتقديم خطاب الائتمان بكثافة إلى أسواق القرن الحادي والعشرين العاملة وفق تقنية البلوك تشين ووضع سيناريوهات للتفاوض باستخدام الذكاء الصناعي"، إن التقاطع ما بين التكنولوجيا من ناحية والأعمال التجارية من ناحية أخرى يتربع على رأس مواضيع جدول الأعمال في المنتدى العام لمنظمة التجارة العالمية، وتنتشر المشاريع التجارية الذكية بكثرة في سوق التجارة الدولية بالفعل ففي سبتمبر/أيلول 2017 على سبيل المثال أعلنت عشرات البنوك من جميع أنحاء العالم أنها تعمل على تطوير شبكة تمويل التجارة المفتوحة باستخدام منصة لسجلات وقواعد البيانات الواسعة، وفي الربع الأخير من العام الماضي 2017 وضعت شركة تكنولوجيا صينية خطة لإطلاق منصة سلسلة توريد تستخدم الذكاء الصناعي وتقنية بلوك تشين لتقليص التكلفة والعمليات التقليدية التي عادةً ما تُستخدم في التجارة العالمية بما في ذلك المدفوعات الدولية.

وهدف مؤسسو مبادرة التجارة والتكنولوجيا الذكية إلى تخطي العقبات لتعزيز الذكاء الصناعي وتحقيق التقدم في التجارة الدولية وإجراء البحوث ودعم منهج العمل المشترك ما بين شركات التكنولوجيا ورواد الأعمال التجارية الدولية والحكومية والأوساط الأكاديمية، وقال فيفر الذي يرأس شركة ICC-Brazil أيضاً: "ستتم صياغة وتطوير الحلول التكنولوجية المكثفة فقط من خلال تعزيز التفاعل ما بين الشركاء الرئيسيين من الجهات المعنية من أصحاب المصلحةوقال مؤسسو مبادرة التجارة والتكنولوجيا الذكية إن هذه التقنيات المتقدمة يمكن أن تسهم في دعم الدول والحكومات والشركات العالمية في دعم جهود الإيفاء بالالتزامات التجارية الدولية أيضاً وتساعد في صياغة عقود أكثر ذكاءً وفي تطوير التمويل التجاري، بالإضافة إلى أن الدول الأقل تطوراً والمؤسسات الصغيرة ومتوسطة الحجم سيكونون هم أكبر المستفيدين من الذكاء الصناعي ومن تقنية البلوك تشين حيث أن كلاً منهم يفتقر إلى إمكانية الوصول إلى الشبكات التجارية والهياكل الائتمانية الرسمية.

وإلى جانب ما سبق ذكره فقد أفادت 44 في المائة من الاستقصائيات التي أجرتها غرفة التجارة الدولية حديثاً أن المصرفيين يعطون الأولوية للرقمنة لتطوير أنظمة العمل وتسريعها بما في ذلك تبني المنصات الناشئة والسريعة النمو، إذ يقول مارك إيفانز المدير الإداري لصفقات المعاملات المصرفية في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية حول هذا الموضوع: " من الواضح أن الشركات تستثمر الكثير من الوقت والمال في تقصير وتبسيط وتعزيز سلاسل الإمداد لوجستياً ومالياً"، ويضيف على ذلك أنه: "يجب على المصرفيين التجاريين التعاون مع عملائهم لإيجاد الحلول المناسبة التي تلبي حاجات العمل المتزايدة بفعل التنافس والثورة التكنلوجية آخذين بعين الاعتبار النواحي الأمنية لتجنب أي اختراقات مستقبلية لأنظمة الربط".

أما بالنسبة للحكومات وعمليات التفاوض التي تجريها قبل توقيع الصفقات التجارة الدولية شرح مؤسسو مبادرة التجارة والتكنولوجيا الذكية عن الكيفية التي يقوم الوفود فيها بجمع وتنظيم المعلومات لاستكشاف سيناريوهات تفاوضية مختلفة خصيصاً عندما يكون التفاعل عبر شبكات قائمة على الخدمات السحابية، إذ إنه عند إجراء مقارنة للإيجابيات والسلبيات التي ترتبط بالاتفاقيات التجارية وفق هذه الطريقة يمكن أن تساعد الدول أيضاً على تبني سياسات تجارية أفضل.

 

وبهذا نرى أن مبادرة التجارة والتكنولوجيا الذكية قد حددت هدفاً طموحاً يتلخص على النحو التالي: "لا يدفع التقارب ما بين التكنولوجيا من جهة والتجارة من جهة أخرى بعجلة الاستيراد والتصدير والتعاملات التجارية الدولية بين دول العالم إلى الأمام فحسب بل نسعى من خلال هذا التقارب إلى تحسين وتطوير روح التعاون الدولي".