لا .. إلا حضرموت أيها المتجينبون!!

اليمن العربي

احسب ان ما اريد قوله " تنبيه !!" .. مجرد تنبيه ، وبالتالي لن يثير أي خلاف مع أحد ، في ساحل و وادي حضرموت ، وان كنت لن اعدم من سيختلف معي من الحضارم " المتجينبون " وهم قلة في تقديري من حيث العدد وان ارتفعت اصواتهم او كثرت مهرجاناتهم ، في ظل صمت القوى الاجتماعية الحضرمية ، واقصد بالمتجينبون أولئك المنتمون الي احزاب سياسية و يعملون وفق توجيهات قياداتها المصرة على الاستمرار على خشبة مسرح سياسي ـ تجاوز عمره الخمسون عاما و لم يعد لديه القدرة على تحمل بهلوانيتهم ، فضلا عن خلوا مقاعد قاعته المهترئة ،الا من الكومبارس المنتظرين صعودهم الي المسرح او استلام اجورهم .. فتلك ادوارهم منذ عام 1967وحتى اليوم . 
 منذ ستينات القرن الماضي ونحن نخوض صراعات " توحيد اليمن " أو اقامة الدولة اليمنية ، واليوم تعود الينا ذات اليافطات " استعادة اليمن الديمقراطية " من جهة ، و من جهة اخرى اقامة دولة الجنوب العربي ؟!" و في كل المسميات و على كل اليافطات لا وجود لحضرموت ، وكل هذا لم يكن من فراغ ، فأبطال المسرح هم ذاتهم منذ 1967 ، أي عام ذوبان اتحاد الجنوب العربي و سلطنات حضرموت في جمهورية اليمن الجنوبية ـ الديمقراطية فيما بعد ، والتي ذهبت و انتهت في " الجمهورية اليمنية عام1990" وما اشبه اليوم بالبارحة وان اختلفت خشبة المسرح بعد سقوط صنعاء في خندق الفرس في سبتمبر 2014لتضعنا في معركة يمانية ـ عربية لاستعادة اليمن ، الي خندقها العربي وفي دولة اتحادية مختلفة في تركيبها و نظامها السياسي عن سابقاتها ما قبل الوحدة و ما بعدها ، وبحسب مخرجات الحوار السياسي الذي اطلق عليه " الحوار الوطني الشامل " و الذي جرى وفق المبادرة الخليجية وبرعايتها الي جانب الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وبمشاركة الامم المتحدة ممثلة في ممثل امينها العام .
تلك المخرجات تم الانقلاب عليها و التحالف جهويا ضدها في صنعاء الي حد الارتماء في خندق الفرس ، في الوقت الذي قوبلت بالرفض من قبل بقايا قوى قديمة ـ متجددة رافعة لشعارات حق الجنوب في استعادة دولة اليمن الديمقراطية او اقامة " دولة الجنوب العربي " ، شعارات متقاطعة و متناقضة و لا يجمع بينهم الا رفض الدولة الاتحادية او حضرموت ؟.. ولا نقول الدفع بالقوى اليمنية ـ القبلواعسكرية الي الالتفاف حول الانقلاب في صنعاء ؟!.
□□□ جاءت مخرجات الحوار لتجاوز كل موروثات الصراع التاريخية ـ المناطقية و الاجتماعية الثقافية بل والمذهبية، وحددت الاقاليم بحسب التماهي الاجتماعي ـ الثقافي والجغرافي ، ومن هنا حددت اقليم حضرموت الطبيعية و التاريخية ، وهو الامر الذي اثار تلك القوى الجنوبية و وضعها في خندق المعارضة للشرعية اليمنية ، كما اثار القوى القبلوا مناطقية و وضعها في خندق الانقلابين في صنعاء ، فحضرموت ليس مجرد محافظات تشكل وحدات ادارية يمكن دمجها في حكومة ـ فدرالية واحدة ، فهي الي جانب الجغرافيا و الديمغرافيا الواحدة تمتلك كل مقومات الدولة و بالتالي القيادة على مستوى اليمن او ما يطلق عليه الجنوب .. من هنا تقاطعت دعوات استعادة دولة اليمن الديمقراطية مع دعاة الجنوب العربي ، وان توحدوا في مهرجانات الانتقالي او مؤتمر حضرموت ـ الجنوبي ، أي في ايجاد مجاميع من "الحضارم المتجينبون" لأدوار اخطر بكثير من انقسامية اليمننة و الجنوبية على وحدة مجتمع حضرموت ، تتلخص في خلق انقسامية مجتمعية ، للحد من دور حضرموت على الساحة الوطنية و الاقليمية .
□□□□ نستخلص مما سبق .. وحتى لا يكون كلامنا مضغوطا خشية شبة ، علينا ان ندرك ،ان ما يجرى اليوم من مهرجانات في الوادي او الساحل ، ليس لها هدف سوى إلها الحضارم في محافظة حضرموت و على مستوى الاقليم بتلك الدعوات الجنوبية ، العربية منها و اليمنية، عن ما يمكن ان تؤدي الية الانقسامية ، و هو عمل تسانده وسائل التواصل الاجتماعي و المواقع الالكترونية( socil media ) والهدف منها .. تعميق الشروخ المجتمعية على نحوا افقي وراسي حتى تظل حضرموت عربة التموين في القطار اليمني ـ الشمالي و الجنوبي ، لا اقليم قادر على النهوض الاقتصادي و الاجتماعي ، وبالتالي بدوره الوطني و القومي في اقليم الجزيرة العربية .. لا مجرد جغرافيا داخل حدودها اليمانية .. وهذا ما يخيف المتجينبون ـ من دعاة الجنوب العربي او استعادة دولة اليمن الديمقراطية .
علينا ان نتنبه وللحديث بقية ـ فحضرموت جغرافيا و ديمغرافيا و لم تعد قابلة بالجهويات ؟.