"الموت للديكتاتور".. هتاف يصفع مرشد إيران في "مظاهرات العطش"

عرب وعالم

اليمن العربي

اندلعت احتجاجات جديدة لليوم الثاني على التوالي بمدينة برازجان، الواقعة في نطاق محافظة بوشهر جنوبي إيران، حيث طالب المئات من السكان بضرورة توفير مياه صالحة للشرب، في الوقت الذي رددوا فيه هتافات مناهضة للمرشد الإيراني علي خامنئي، ووصفوه بـ "الديكتاتور".

واعترفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، بوقوع تلك الاحتجاجات أمس الأحد، مشيرة إلى أن المحتجين طالبوا المسؤولين الإيرانيين باتخاذ خطوات عملية إزاء مشكلة نقص المياه، في الوقت الذي تجاهلت الوكالة الإيرانية ذكر الشعارات التي هتف بها المتظاهرون، مثل "الموت للديكتاتور"، و"لا تخافوا لا تخافوا.. نحن جنبا إلى جنب".

وذكر ردايو فردا، الناطق بالفارسية، أن تلك الاحتجاجات اتسمت بالسلمية، حيث لم تتوقف حركة الطرق، أو تحدث مشكلة أمنية، بالتزامن مع تجمع حشود من سكان برازجان للمطالبة بالتوزيع العادل لحصص المياه، التي باتت وسيلتهم للحصول على متطالباتهم من احتياجاتهم الضرورية اللازمة للمعيشة.

وأفاد موقع إخباري محلي يدعى "فكر شهر"، أن أعداد المحتجين تقدر بالآف الأشخاص الذين احتشدوا بشوارع المدينة، مرددين هتافات مناهضة للمغامرات العسكرية بالخارج، ولا سيما في سوريا حيث طالبوا نظام الملالي بالتوقف عن دعم المليشيات العسكرية والطائفية هناك على حساب الداخل الإيراني، الذي يشهد أوضاعا معيشية مذرية.

وأشار موقع "فكر شهر"، إلى وجود انتشار مكثف لعناصر الشرطة الإيرانية، إلى جانب عدد من المسؤولين الحكوميين، وكذلك إمام الجمعة بمدينة برازجان لمحاولة تفريق المتظاهرين، قبل أن تتزايد أعدادهم، خاصة أن احتجاجات مماثلة وقعت قبل أيام بسبب ما بات يُعرف بأزمة "العطش" في عدة مدن ومحافظات إيرانية، أدت إلى إغلاق المتظاهرين لطريق رئيسي يربط بين محافظتي بوشهر وشيراز.

واندلعت مؤخرا احتجاجات حاشدة ضد شح مياه الشرب من إقليم الأحواز وبالتحديد مدينة المحمرة، حيث أطلق ناشطون على تلك المظاهرات التي قمعت بعنف دموي من قبل قوات الأمن الإيرانية "انتفاضة العطش"، والتي اعتقلت عشرات المتظاهرين، وأطلقت أعيرة نارية، وقنابل الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين لتفريقهم، في الوقت الذي اتهمت آخرين منهم بإثارة الفوضى، واستغلال الاحتجاجات.

وعلى صعيد متصل، طالبت منظمات حقوقية دولية النظام الإيراني بالتحقيق الفوري والعادل إزاء تقارير تحدثت عن قمع تلك الاحتجاجات في الأحواز بالقوة، والإفراج عن المحتجين السلميين، قبل أن تحذر من تعرض المعتقلين للتعذيب، وسوء المعاملة؛ فيما أفادت "منظمة حقوق الإنسان الأهوازية"، عن اعتقال سلطات نظام الملالي خلال الأيام الأخيرة في مدينتي المحمرة وعبادان نحو 125 شخصا تظاهروا ضد تلوث وملوحة مياه الشرب.

وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات في مدينة المحمرة أو "خرمشهر" الواقعة بنطاق محافظة خوزستان جنوبي إيران منذ عدة أسابيع، والتي تقطنها أغلبية عربية، حيث خرجت مسيرات وتجمعات احتجاجية عدة أمام مبان حكومية للتنديد بالتجاهل الرسمي من نظام الملالي لأزماتها المعيشية الصعبة، فضلاً عن قيام قوات الأمن بقمعهم بالرصاص.