سياسي إيراني مهاجما خامنئي: عزل الطاغية سيخلصنا من الفساد

عرب وعالم

اليمن العربي

للمرة الثانية في غضون عدة أشهر، هاجم قيادي إيراني محسوب على تيار ما يُعرف بالإصلاحيين في إيران، المرشد الإيراني علي خامنئي، حيث وصفه بـ"الطاغية".

واعتبر أن خامنئي يمتلك صلاحيات واسعة داخل جميع المؤسسات السياسية والأمنية في البلاد، دون ثمة قيود قانونية أو دستورية تكفل محاسبته، إضافة إلى تحكمه بالقرار السياسي داخليا وخارجيا.

وأشار أبو الفضل قدياني،-أحد السجناء السياسيين خلال عهد الشاه-، في سياق مقال له تحت عنوان "هو الحكيم"، نشر على موقع "كلمة" المقرب من الإصلاحيين، وتضمن انتقادات لاذعة لخامنئي، أن طريق الخلاص الوحيد لإيران يكمن في عزل المرشد الحالي من منصبه، والتخلي عن نظام ولاية الفقيه، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الغضب الشعبي داخليا.

وسبق أن شن أبوالفضل قدياني هجوما حادا ضد خامنئي، في مارس/ آذار الماضي، حيث نعته بـ "جوزيف جوبلز"، وزير إعلام نظام هتلر النازي.

وطالب حينها بعقد انتخابات حرة، أو السماح بإقامة انتخابات داخل مجلس خبراء القيادة (الموكل بعزل وتنصيب المرشد بحسب الدستور) إذا كان صادقا في ادّعاءاته بعدم التضييق على المعارضين للنظام داخل البلاد.

واعتبر القيادي في منظمة "مجاهدي الثورة" المحسوبة على التيار الإصلاحي، أن أزمات البلاد الاقتصادية المتفاقمة، والتي باتت قضية المواطنين الإيرانيين مؤخرا، تقع أسبابها الأساسية على عاتق خامنئي بسبب تمسكه بمبدأ ولاية الفقيه كأساس لحكم إيران، وهو الأمر الذي سمح باختراق الفساد بنية المؤسسات الإيرانية، وكذلك أدى إلى حالة فشل متلاحقة داخل البلاد، على حد قوله. 

وفي إشارة إلى تصاعد الأزمات الاقتصادية إلى حد غير مسبوق، حذر "قدياني" من أن إيران باتت أشبه بسفينة على وشك الغرق وسط دومات داخلية وخارجية، منتقدا في الوقت نفسه استمرار حالة الخداع التي ينتهجها ما وصفه بـ"نظام الاستبداد الديني" خشية ظهور طبقة اجتماعية منتجة تعارض سياسات الفساد، والاحتكار، والقمع.

وهاجم القيادي السياسي الاصلاحي، تفشي حالات الرشاوي، والاختلاسات، والسرقة بين المسؤولين الإيرانيين المقربين من النظام إلى حد أنها تحولت إلى ما وصفه بـ "الأمر المباح" داخل البلاد، وسط تجاهل السلطات القضائية تلك الوقائع لضمان ولائهم لنظام الملالي، في الوقت الذي تحولت لأداة قمع تابعة للأجهزة الأمنية، حيث تركت مهامها الرئيسة من حيث ضمان المصالح العامة للشعب، وتحقيق العدالة الاجتماعية لصالح المنتفعين داخل النظام، على حد قوله.

وأشار أبو الفضل قدياني، في ختام مقاله اللافت إلى أبرز حالات الانتهاكات التي تعرض لها معارضون سياسيون على أيدى نظام الملالي مثل الناشطة الحقوقية نسرين ستوده، والمحامي الحقوقي عبدالفتاح سلطاني، وغيرهم من المدافعين عن الحريات، وحقوق الإنسان حيث يقبعون في معتقل إيفين سيئ الصيت شمال طهران. 

وسلط "قدياني" الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها مؤخرا طائفة الصوفيين الجناباديين أو "الدراويش" في إيران، والمناهضة لنظام ولاية الفقيه، منوها أنهم حرموا من أبسط حقوقهم، قبل أن يدلل على موقفه بالمقارنة بين طريقة تعامل نظام الملالي في قضيتي سعيد مرتضوي مدعي عام طهران السابق المتورط بقضايا تعذيب لمعارضين، والذي حصل على أحكام بالسجن لسنوات قليلة رغم بشاعة جرائمه، في مقابل المعارض الصوفي محمد ثلاث الذي أعدمته السلطات الإيرانية مؤخرا، لمجرد انتمائه لطائفة الدراويش المناهضة للنظام، لافتا أن نظام الملالي بات ينتهج الوحشية في أساليبه للتنكيل بالمعارضين في البلاد.

وعلى صعيد متصل، أعلنت إحدى ما تُعرف بـ"المحاكم الثورية" في إيران، إصدراها أحكاما بالجلد والسجن تصل إلى نحو 34 عاما، ضد 8 معتقلين صوفيين لمشاركتهم باحتجاجات ضد النظام، في فبراير/ شباط الماضي.

وذكر موقع "مجذوبان نور"، الناطق باسم الدراويش، أن الأحكام الصادرة بحق المعتقلين تضمنت حرمانهم لمدة 7 سنوات من المشاركة في أي نشاط سياسي، أو إعلامي، كما تم حظرهم من السفر خارج البلاد لمدة 6 سنوات بعد الإفراج عنهم، بالتزامن مع اعتقال السلطات الإيرانية "مصطفى دانشجو"، المحامي والناشط الصوفي من منزله في طهران، قبل أن يقتادوه إلى مكان مجهول.