مرضى إيران يدفعون ثمن فشل الملالي وانهيار سوق النقد

عرب وعالم

اليمن العربي

دفع تدهور الاقتصاد الإيراني وهبوط سعر الصرف أمام الدولار، نظام الملالي إلى تنفيذ عمليات تقشف واسعه بمختلف القطاعات، أبرزها الكهرباء والصحة.

وتدور حالة من الجدل في الأوساط الإيرانية، بعد أن أصدر قاسم جان بابابي، نائب وزير الصحة الإيراني، تعميما نشرته وسائل إعلام محلية، يشمل جميع المستشفيات في البلاد، بإعادة استخدام الأدوات الطبية داخل غرف الجراحة، الأمر الذي ينذر بتفشي عدوى وأمراض خطيرة، على حد قولهم.

وأشار بابابي، حسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، إلى أن القرار يستهدف خفض الاعتماد على العملات الأجنبية لاستيراد تلك الأدوات والمعدات الطبية من الخارج، خاصة أن طهران تشهد أزمة متفاقمة بسوق النقد الأجنبي مؤخرا، قبل أن يدافع عن قراره مقابل الانتقادات الحادة التي وجهت له فور الإعلان عنه، بأن الولايات المتحدة، ودولا أوروبية لجأت إلى تلك الوسائل قبل سنوات، على حد قوله.

إيران وتركيا.. تحالف العملات المنهارة
"النفط مقابل الغذاء".. شبح العقوبات يخيم على إيران
ودعا المسؤول الإيراني، بحسب وكالة أنباء مهر الإيرانية، المستشفيات في بلاده إلى ضرورة استخدام تلك الأدوات والمعدات الطبية لعدة مرات، بينما يرى خبراء إيرانيون أن هناك خطرا داهما يهدد حياة مرضى إيران، وينذر بوقوع إصابات، وانتقال العدوى إلى جانب فقدان الثقة بالمراكز الطبية المحلية.

بابابي

ومع تهاوي العملة المحلية الإيرانية إلى أدنى مستوياتها التاريخية أمام الدولار الأمريكي الذي تجاوز عتبة الـ9000 تومان إيراني، لجأت طهران مؤخرا إلى إعلان التقشف على مستوى قطاع الكهرباء مبكرا؛ انتظارا لبدء تطبيق العقوبات الأمريكية في 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والغرب.

وأعلنت سلطات طهران، الأربعاء الماضي، تدابير وقائية لمواجهة نقص في التغذية الكهربائية، ودعت الناس إلى توفير الطاقة، بعد تعديل ساعات العمل في الإدارات وتقنين التيار عبر الأحياء، قبل أن تنشر وسائل إعلام رسمية، الأحد، جداول تتضمن مواعيد لقطع التيار الكهربائي يوميا، فيما أصدرت دواوين العمل الحكومية في البلاد قرارا بتغيير مواعيد الدوام بسبب أزمة الكهرباء.

على صعيد متصل، دفعت الاحتجاجات الحاشدة التي قادها تجار البازار في طهران ومدن أخرى قبل أسابيع، بسبب تدهور قيمة العملة المحلية، إلى جانب تردي الأوضاع المعيشية، مرشد إيران علي خامنئي إلى القلق من تصاعد مستوى الأزمات الداخلية إلى حد غير مسبوق، حيث أصدر "خامنئي" قرارا مؤخرا بتشكيل غرفة عمليات لمواجهة ما وصفها بـ "الحرب الاقتصادية" ضد بلاده.

ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، عن مكتب خامنئي الإعلامي، قوله إن الأخير وجه رسالة خطية لروحاني، مطالبا إياه بضرورة إجراء تحقيق عاجل حول حركة سوق النقد الأجنبي، وتهاوي قيمة العملة المحلية، معرباً عن قلقه إزاء سوء الأوضاع الاقتصادية الراهنة، خاصة مع توتر المشهد الداخلي بعد خروج عدة احتجاجات شعبية لأسباب اقتصادية.