الإمارات تكثف تحركاتها في القرن الأفريقي لتحجيم دور قطر وحماية اليمن

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي



كثفت دولة الإمارات العربية المتحدة في الآونة الأخيرة، تحركاتها الدبلوماسية في منطقة القرن الأفريقي، وذلك في إطار جهودها الرامية إلى تحقيق الإستقرار في المنطقة، والحد من محاولات التوسع القطرية في المنطقة، الهادفة إلى زعزعة أمن وإستقرار شبه الجزيرة العربية وإيجاد نقطة إتصال بين ميليشيا الحوثي الإيرانية، وحليفهما نظام الملالي في إيران .

وأنعكست هذه التحركات في الزيارة التي قام بها ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ، محمد بن زايد إلى دولة أثيوبيا، منتصف الشهر الماضي، التي أجرى خلالها مع رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، مباحثات رسمية تناولت تعزيز علاقات الصداقة والتعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وإستقباله مطلع هذا الشهر، للرئيس الإريتري أسياسي افورقي، في قصر الشاطئ بالعاصمة الإماراتية، أبوظبي .

وترتبط التحركات الإماراتية بجهود التحالف العربي في تأمين الساحل اليمني والحد من عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى ميليشيا الحوثي الإنقلابية، التي يساند التحالف العربي بقيادة السعودية، الشرعية اليمنية حرباً ضدها .

كما تهدف هذه التحركات إلى المنطقة من أي تدخلات اجنبية، قد تتم عبر تنظيم الحمدين في قطر، والذي تستخدمه بعض الدول الأجنبية والمعادية مثل إيران، كـ"حصان طروادة" لتحقيق أجندتها التي تستهدف دول المنطقة العربية .

ولا يخفى على أحداً أن التحرك الإماراتي في القرن الأفريقي يهدف أيضاً إلى تحجيم الدور القطري في الصومال لما له من إنعكاسات سلبية هدفها إستغلال الوضع الأمني المتذبذب في ولايات الصومال لظهور قوى أقليمية تهدد الأمن العربي .

وفي وقت سابق أستخدمت تركيا، النظام القطري، كحلقة وصل من أجل تعزيز تواجدها العسكري في الصومال من خلال بناء قاعدة عسكرية، لا يمكن أن تشكل أي تهديد إلا على دول المنطقة العربية ومنها اليمن .

وما يؤكد أهمية تحركات الإمارات في القرن الأفريقي لحماية المنطقة العربية، وتأثيرها على قطر، هو الحملة التي شنتها وتشنها وسائل الإعلام القطرية والإنتقادات التي توجهها إلى الدور الإماراتي في القرن الأفريقي، بالتزامن مع تحركات على الأرض لمواجهة هذه التحركات لصالح دول أخرى مثل تركيا الحليف الإستراتيجي لتنظيم الحمدين .

وعموماً، يتفق المراقبون على أن التحركات الإماراتية الإقتصادية والإنسانية في منطقة القرن الأفريقي لها أبعادها الإستراتيجية التي تحمي المنطقة العربية وسواحلها من أي تهديدات أجنبية أو قوى معادية للمنطقة .