باحث: لا علاقة لـ "الحوت الأزرق الذكية" باللعبة التي أودت بحياة كثير من الأطفال!

تكنولوجيا

الحوت الازرق
الحوت الازرق

أكّد باحث الدكتوراه في علوم الأدلة والجرائم الرقمية بجامعة بوردو الأمريكية، فهد سلامة؛ أن لعبة الحوت الأزرق هي عبارة عن تطبيق افتراضي على الشبكة العنكبوتية، ولا يمكن ممارستها من دون توجيه وابتزاز للضحية، مؤكداً في الوقت نفسه أن ألعاب الحوت الأزرق المتوافرة على الأجهزة الذكية حالياً ليس لها أيّ صلة باللعبة التي أودت بحياة الكثير من الأطفال حول العالم.

تفصيلاً؛ قال "سلامة" في حديثه لـ "سبق": "لعبة الحوت الأزرق بدأت بروسيا عام 2013 م تحت المعرّف الإلكتروني إف 57، وتسبّبت في أول انتحار عام 2015م، وإن ألعاب الحوت الأزرق المتوافرة على الأجهزة الذكية حالياً ليس لها أي صلة باللعبة التي أودت بحياة الكثير من الأطفال حول العالم، وما تم تداوله في المجتمع فيما يخص هذه اللعبة القاتلة ما هو إلا مجرد تضليل لأعمال وأفكار مَن هم خلف هذا الهجوم الإلكتروني على أطفالنا".

وأضاف: "هناك مَن استغل شهرة اللعبة لنشر تطبيقات خبيثة لغرض التنصت والوصول للضحية ومن ثم البدء بعملية "الابتزاز الإلكتروني"، انتهاءً بتنفيذ مهام تحت ضغط التهديد للضحية بطرق احترافية".

وأردف: "هذا أقل ما يُقال عنه إنه "اختراق للعقول البشرية" ونوع من أنواع "الهندسة الاجتماعية" مستدلاً بأنه لا يمكن البدء باللعبة التي تسمّى الحوت الأزرق حتى يكون هنالك شخص يتابع الضحية ويتأكد من اتباعه التعليمات وتنفيذه المهام ويتم ذلك من خلال توثيق الضحية لقيامه بالمهام بصور وملفات فيديو يتم إرسالها إلى مسؤول اللعبة الافتراضية.

وفي نهاية حديثه، يؤكّد الباحث "فهد سلامة"؛ أن الغرض الأساسي من اللعبة وأهدافها يكمن في تنفيذ المهام بعد استهداف الضحايا من الأطفال، والمهام تختلف من مسؤول لمسؤول عن إدارة اللعبة، وهي أشبه بعملية التجنيد؛ حيث يتم استدراج العقل البشري من خلال المرور بمراحل بدايتها، نحت المعرف الرقمي إف 57 أو الحوت على اليد، وتنفيذ ذلك يدل على الانتماء والولاء والمتابعة للمهمة الثانية، كما يعني انتصار المسؤول على الضحية وإتمام المرحلة الأولى يؤكّد ضعف أو انعدام المراقبة الأسرية للضحية.

ثانياً: الاستيقاظ مبكراً عند الساعة 4:20 صباحاً لمشاهدة فيلم رعب، يدخل الطفل بعد هذه المرحلة في حالة اكتئاب وتهيئة لإكمال المرحلة الثالثة وهي عمل جروح على اليد، وتتكرّر المراحل الثلاث بشكل مستمر للتصارع مع الاكتئاب والتغلب على الخوف، إذاً ما الهدف؟ المهمة رقم خمسين وهي الأخيرة، التي تقود الضحية إلى الانتحار بأيّ شكل من الأشكال.

من جانبها، تقول طبيبة الامتياز بمدينة الملك سعود الطبية وخريجة جامعة شفاريك بسلوفاكيا الدكتورة شروق عصام؛ إن سر تسمية لعبة الحوت الأزرق بهذا الاسم، يرجع إلى ظاهرة أو تصرف تقوم به الحيتان الزرقاء في المحيطات ويعرف باسم "الجنوح"، ويحدث ذلك عند سباحتها باتجاه الشاطئ ومن ثم عدم قدرتها على العودة فتظهر نافقة على الشاطئ ويسمّي العلماء ذلك بالانتحار والسبب خلف جنوح الحيتان هو الهروب من ظواهر عديدة في المحيط.

وأردفت: "اللعبة تستهدف فئة المراهقين من عمر 11 عاماً إلى 21 عاماً، وفي هذه المرحلة العمرية تحصل مجموعة من التغيرات النفسية والجسدية، حيث إنها أصعب مراحل النمو العقلي والجسدي لدى الفرد لما يسودها من الإحباط والاكتئاب والصراعات والتوتر النفسي الشديد".

وتابعت: "هذه الفئة العمرية تميل إلى الفضول وحب المعرفة والقيام بالتجارب الخطيرة؛ نظراً لقلة وعيهم بخطورة ما يقومون به، ودائماً يتردّد على ألسنتهم أنه لا يوجد أحد يفهمهم أو يقدر رغباتهم لذلك هم يقومون بتوفير أجواء بعيدة عن الحقيقة ويعيشون الحياة اللا واقعية.

ونصحت "عصام"؛ الآباء والأمهات، مراعاة أبنائهم وتوعيتهم وإرشادهم إلى طرق الصواب، مع ملاحظة التغيرات السلوكية اليومية للطفل، وعدم ترك الأطفال وحدهم يبحرون في عالم الإنترنت لأوقات طويلة، ومراقبة الصفحات والتطبيقات التي يستخدمها الطفل بشكل لبق ومن دون استخدام العنف والردع، "كونوا موجودين في حياة أبنائكم كطرف يتكلم معه وليس فقط كأداة تتلقى الأوامر منهم".

يُذكر أن أحد الأطفال في المملكة وُجد منتحراً في غرفته، في حادثة مأساوية هزت الشارع السعودي عُرفت بـ "طفل أبها" بسبب لعبة "الحوت الأزرق"؛ الأمر الذي نفاه والد الطفل "عبدالرحمن الأحمري - 12 عاماً"، مؤكداً في الوقت نفسه أن سبب انتحاره ليس بسبب اللعبة؛ بل عبارة عن برامج تحوي ألعاباً إلكترونية خطرة تستخدم السحر والشعوذة تتسبّب في تدمير النفسية بالكامل، وتجعل الطفل يشعر بظلم مَن حوله، وأنه أصبح شخصاً مهزوماً وطلباته غير مجابة وتقمصه الدور.