هل يكون مؤتمر باريس خارطة طريق للإطاحة بنظام الملالي؟

عرب وعالم

اليمن العربي

قال القيادي بالمقاومة الإيرانية وعضو لجنة العلاقات الخارجية، موسى إفشار، إن المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية، الذي سينطلق في 29 يونيو/حزيران الجاري وحتى 1 يوليو/تموز المقبل، في العاصمة الفرنسية باريس سيعتمد طرق استكمال الانتفاضة ضد نظام الملالي وآليات التنسيق حول مجالس المقاومة ومعاقل الانتفاضة، وأخذ زمام المبادرة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام الإيراني، وكيفية قيام مجالس المقاومة، بقيادة تلك المناطق والبلدات والمدن، لتكون خارطة طريق للإطاحة بالملالي. 

وأوضح إفشار، أن هذه الخطة سيتم شرحها وتقديمها للعالم، لاسيما دول الجوار العربي، لتقديم إجابات واضحة حول قيادة الانتفاضة وأهدافها.

وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية بإيران إن المؤتمر هذا العام يحمل تغيرين كبيرين جدًا، يلقيان بظلالهما، أولاً وبشكل أساسي الانتفاضة التي اندلعت في 28 ديسمبر 2017 التي تختلف عن سابقتها، لأن لها أسبابا موضوعية تتعلق بالظروف المعيشية للمواطن الإيراني بعد 40 عاماً من وجود هذا النظام، والنهب الكبير من قبل نظام الملالي، والاحتقان الذي جعل المجتمع الإيراني كبرميل بارود جاهز للانفجار في مختلف القطاعات والشرائح، وهذا التغيير الكبير أدى إلى اندلاع الانتفاضة.

وأشار إفشار إلى أن الانتفاضة متجذرة في مدن كبيرة، ولا تتعلق بالطبقة الوسطى، التي في العادة هي الدينامو للثورات التي شهدتها إيران في الـ110 سنوات الأخيرة، بل انتشرت هذه المرة بين الشرائح الدنيا والعليا بجميع المدن الإيرانية في 31 محافظة، فهي حالة غير مسبوقة، ونحن أمام استحقاق انتفاضة ليس بإمكان نظام الملالي إخمادها خلال 6 أشهر.

وأوضح أن الانتفاضة شملت هذه المرة الأحواز العرب، وكذلك الفلاحين والمزارعين في أصفهان، كما عم الإضراب العام والشامل لسائقي الشاحنات 280 مدينة، مما أحدث شللاً بالاقتصاد الداخلي.

وأضاف عضو لجنة العلاقات الخارجية، أن المؤتمر هذا العام سيكون فريداً من نوعه، يكون امتداداً لما يحدث داخل إيران، وأن يكون الناطق بلسان الانتفاضة التي تهدف لإسقاط لنظام الملالي.

وأكد أن المتغير الثاني، هو مجيء المؤتمر في ظل تغيرات دولية مع العقوبات الأمريكية، وليس الأمر متعلقا بالانسحاب الأمريكي بالاتفاق النووي، بل أهم من كل ذلك، هو نهاية عهد أوباما في الولايات المتحدة، لتنتهي إلى حد كبير سياسة المهادنة والمسايرة، واسترضاء نظام الملالي، الذي استمر 40 عاماً على حساب الشعب الإيراني.

وحول جدول أعمال المؤتمر أكد القيادي الإيراني المعارض أنأعمال المؤتمر ستستمر 3 أيام، وستبدأ في 29 يونيو، بعقد اجتماعات من الخبراء الذين يقدمون دراستهم فيما يتعلق بوضع النظام والانتفاضة، ويوم المؤتمر يوم 30 يونيو، و1 يوليو يوم التضامن العربي، في ظل الدور الإقليمي الإيراني الخطر بالمنطقة.

وأضاف أن المقاومة الإيرانية ستشرح وتقدم الخطوات التي كانت قد أعلنتها من أجل خارطة الطريق، لإسقاط النظام الإيراني بانتفاضة شعبية داخلية، دون الحاجة إلى أي تدخل أجنبي.



وحول الجوانب التنظيمية السياسية لمواجهة الملالي على الأرض في هذا المؤتمر، أوضح إفشار أن المؤتمر سيبحث طرق استكمال الانتفاضة وآليات التنسيق حول مجالس المقاومة ومعاقل الانتفاضة، وأخذ زمام المبادرة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام الإيراني، وكيفية قيام مجالس المقاومة، بقيادة تلك المناطق والبلدات والمدن.

وأضاف أن دور معاقل الانتفاضة، يأتي قبل ذلك، بالتواصل مع المقاومة الإيرانية لإقامة ألف معقل للانتفاضة في 31 محافظة إيرانية، لأن مجالس المقاومة هي الدينامو التنظيمي والتنسيقي للانتفاضة لمختلف شرائح المجتمع الإيراني والقطاعات، ومن خلال هذه المعاقل ستنضم قطاعات أخرى لتوسيع الدائرة والإطاحة بالنظام، هذه الخطة سيتم شرحها وتقديمها للعالم، لاسيما دول الجوار، في ظل تساؤلات حول قيادة الانتفاضة وأهدافها، وهذه الأمور سيتم توضيحها.

وأشار إلى أن المعارضة الإيرانية تستهدف مرحلة انتقالية بمشاركة جميع أبناء الشعب الإيراني بشراكة جميع القوميات، فلا يمكن إقامة ديمقراطية سوى إعطاء الحقوق للأكراد والعرب والبلوج، والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية صادق على مشاريع حكم ذاتي لهذه القوميات في إطار إيران كدولة موحدة، وذلك ضمن 10 مواد تحكم المرحلة الانتقالية، وتتضمن أيضاً طبيعة العلاقة بعد إسقاط النظام مع دول الجوار العرب.

وقال القيادي في المقاومة الإيرانية إن المؤتمر سيكون ناطقاً بلسان الثورة وانتفاضة إيران، وهناك استهداف في إطار إنجاحه باستنفار كل الطاقات الإقليمية، لتنصب في الداخل، وأن تقف شعوب ودول العالم بجانب انتفاضة الشعب الإيراني والتأكيد والاعتراف بحق تغيير النظام، واختيار النظام الذي يريده الشعب.

وأضاف أن الولايات المتحدة والغرب سجلا فشلاً بعد أربعين سنة من المهادنة مع النظام الإيراني، وجاءت بتنازلات مجانية للملالي بالاتفاق النووي وفتح المجال له في سوريا والعراق واليمن لتطبيق أجندته، نحن في ظروف جديدة، انتهت تلك السياسة، وما تصبو إليه الإدارة الأمريكية، ينتظر أن يكون حقيقية ميدانية، وهذا ما نراهن عليه، هو وصول سياسة المهادنة الغربية لنهايتها.

وتابع: نصبو كمقاومة إيرانية كحد أدنى إلى أن يقف الغرب على موقف حيادي حقيقي بين نظام الملالي والشعب الإيراني، حتى نقوم بواجبنا، وأن يعبر الشعب على نفسه بصورة حرة، وألا يقف الغرب عائقاً كما فعل خلال 40 سنة، جميع الإمكانيات الموضوعية في الداخل توافرت، والظروف الدولية مواتية، ليعبر الشعب عن إسقاط نظام الملالي، والمؤتمر سيكون مرآة شفافة لهذا المطلب داخلياً وإقليماً ودولياً.

من ناحية أخرى أرسل اثنين من أعضاء مجلس النواب الأمريكي ، إلى المؤتمر السنوي العام للإيرانيين في باريس، رسالتين حملتا تأكيدات لدعم مساعي المعارضة الإيرانية في إسقاط نظام "الملالي"، وإقامة جمهورية ديمقراطية غير نووية، تفصل الدين عن الدولة، تستطيع التعامل مع جميع دول العالم، بدلا من النظام الذي يمول الإرهاب.

وأعلنت النائبتان "شيلا جكسون لي" ، "وجودي تشو" في رسالتين منفصلتين دعمهما لانتفاضة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وتضامنهما مع المؤتمر السنوي العام للإيرانيين في باريس. 

وبحسب بيان للمعارضة الإيرانية، قالت عضو الكونغرس الأمريكي، شيلا جكسون لي ، في رسالتها إنها تتعهد بدعم مساعي الشعب الإيراني لإسقاط النظام القمعي، لافته إلى أن صوت المعارضة في الخارج يصل إلى داخل إيران ،وأن من يناضلون من أجل الحرية ينتصرون . 

وأوضحت "شيلا"، أنها على يقين بأن التغيير الديمقراطي في إيران بمتناول اليد، ليس فقط بسبب أن النظام غارق في أزمات، وإنما بسبب وجود أفراد من أمثالكم أي حركة كبيرة ومتنامية، وأنها على يقين من أن الحرية على الأبواب. 

فيما أشارت عضو مجلس النواب الأمريكي ، جودي تشو ، إلى مناهضتها للقادة الدينيين في نظام "الملالي"، وتقف مع نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، لإقامة إيران حرة وديمقراطية ، للتعامل مع أمريكا وسائر الدول لغرض تحقيق عالم أكثر أمنا ، بدلا من النظام الذي يمول الإرهاب 

ويأتي المؤتمر هذا العام، في ظل انتفاضة مشتعلة بالداخل، منذ نهاية ديسمبر الماضي، لإسقاط نظام "ولاية الفقيه"، وبالتزامن مع تطبيق عقوبات دولية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد نظام الملالي، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، لما يقوم به النظام الإيراني من تطوير منظومته النووية، والعمل على زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية.