يهود اليمن.. من الانتشار إلى الاندثار

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

ساهمت الحالة الاقتصادية الصعبة والحروب الأخيرة إلى حد كبير في تناقص أعداد اليهود اليمنيين الذين لا يتجاوز من تبقى منهم سوى عدد يعد على اصابع اليد.

يذهب مؤرخون وباحثون إلى القول إن الطائفة اليهودية في اليمن من أقدم الطوائف اليهودية في العالم، فضلا عن أن "اليمن هي مهد اليهودية".

شكل اليهود اليمنيون جزءاً أساسياً من النسيج اليمني، بل نجحوا في التعايش بسلام مع المسلمين على مدى قرون، تحديداً منذ دخل المسلمون اليمن عام 628م، إذ كفل لهم الدين الإسلامي حقوقهم كاملة، كما فرض الزكاة على معتنقي الدين الإسلامي. واشتهروا منذ القدم بممارسة الحرف اليدوية، أبرزها صياغة الذهب والفضة.

ومع إعلان قيام دولة الاحتللا الإسرائيلي عام 1948 تمخض عن تهجير ما يتجاوز الـ50 ألف يهودي يمني، في حملة أُطلق عليها "بساط الريح"، كواحدة من أهم المؤامرات الصهيونية، قبل ذلك وبعده، سعت منظمات الهجرة الصهيونية لتهجير يهود اليمن إلى فلسطين ثم إلى إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على دفعات صغيرة.

وعن أهم العوامل التي ساهمت، ولا تزال، في نجاح هذا التهجير "القسري" وفقاً لباحثين ومهتمين، عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وتدهور الأوضاع الأمنية.

ووضعت حادثة تهجير العشرات من اليهود الذين كانوا مقيمين في قرية "آل سالم" بمحافظة صعدة من قبل جماعة الحوثيين في العام 2007 حداً فاصلاً في سيرة حياة أبناء هذه الطائفة، مما دفع بالسلطات اليمنية إلى نقلهم إلى "المدينة السياحية" في حي الشيراتون شرق العاصمة صنعاء، بالقرب من السفارة الأمريكية.

ومع انتشار ميليشيا الحوثي المسلحة التي ترفع شعار "اللعنة على اليهود"، تفاقم الوضع المتدهور لمن تبقى من اليهود اليمنيين"، في إشارة إلى مخاوف اختفاء هذه الطائفة بشكل نهائي من اليمن.

يكثر الكلام على ما تغيّر في حياة أفراد الطائفة اليهودية، فضلاً عن جو التعايش في بلد ذي ديانة واحدة، إذ إن غالبية السكان (نحو 24 مليون نسمة) مسلمون.

ويقول الباحثين في شؤون الأقليات إن عدد اليهود في اليمن تراجع بشكل كبير جداً وانحدر من نحو 5000 ألف في عام 1990 إلى 250 في العام 2010". مؤكدين أن عدد اليهود المتبقين في اليمن حالياً لا يتجاوز 10 أشخاص.