لكسبريس: الاتفاق النووي انتهى بالفعل وأوربا لن تستطيع إنقاذه

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية إن مصير الاتفاق النووي الإيراني إلى الزوال على الرغم من المارثون الدبلوماسي الأوروبي لإنقاذ الاتفاق، مشيرة إلى مراوغة مرشد إيران علي خامنئي ردا على شروط وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

وتحت عنوان "إيران.. الاتفاق يحتضر".. تساءلت الصحيفة: هل نعتقد حقا أن توافق طهران يوما واحدا على قطع علاقاتها مع حزب الله وسحب قواتها من سوريا؟".

وأضافت إلى أن تصريحات مسؤولي إيران المتغطرسة لا يمكنها إخفاء الحقيقة القاسية بالنسبة لأوروبا وهي عدم قدرتهم على الحفاظ على الاتفاق، كما أن الأوروبيين لن يستطيعوا إعطاء ضمانات للولايات المتحدة بالتزام إيران بالوفاء بتلك الشروط.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه حتى داخل إيران هناك انقسامات بشأن الاتفاق، ففي حين أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، في تصريحات سابقة أنه على استعداد لتقديم تنازلات مقابل رفع العقوبات الاقتصادية على بلاده، يتشبث خامنئي بسياسة بلاده المهددة لاستقرار المنطقة، معلناً أنه لا مفاوضات حول أي مسألة تعيق تطوير ترسانة الصواريخ البالستية الإيرانية، أو الحد من تعزيز نفوذها الإقليمي.

وتابعت "لكسبريس" أن "تلك التصريحات الإيرانية المتعنتة وضعت عراقيل أمام القارة العجوز، حيث اعتبرت عدة دول أوروبية أن إيران "غير جديرة بالثقة"، ما أدى إلى عجز أوروبا عن تقديم "ضمانات حقيقية، على الأقل في تدفق صادرات النفط والبنوك وحماية الاستثمار على أراضيها من العقوبات الأمريكية".

وأكدت أن أوروبا لن تستطيع معاملة إيران، مثل كوبا وليبيا، اللتين تعرضتا من قبل لعقوبات أمريكية، موضحة أن حالة طهران مختلفة لعدة أسباب.

وذكرت الصحيفة الفرنسية أنه على الرغم من أن لا شيء يمنع الشركات الصغيرة والمتوسطة للحرس الثوري الإيراني العمل في الشرق الأوسط إلا أن آثار العقوبات الأمريكية تتجاوز الحدود الإقليمية.

وقالت إنه بالنسبة للمؤسسات الأوروبية العملاقة التي لديها حاجة حيوية للوصول إلى السوق الأمريكية، فإنها "معرضة لأعمال انتقامية مميتة حال محاولتها انتهاك العقوبات الأمريكية".

وأضافت أن "مجموعة توتال الفرنسية العملاقة للنفط تخلت عن استغلال حقل غاز جنوب فارس 11 البحري، خوفاً من تعرضها للمساءلة إزاء انتهاكها العقوبات".

وأشارت "لكسبريس" إلى أن هناك أمر آخر يشير إلى أن الاتفاق انتهى بالفعل وهو أن أوروبا ليست لديها موقف واحد إزاء الاتفاق، مدللة على ذلك ببدء تغير موقف ألمانيا إزاء العلاقات من إيران عقب كشف تقارير تفيد استمرارها في النشاط النووي غير السلمي.