أصل الحكاية | مائدة الرحمن.. طولونية أم فاطمية؟

منوعات

اليمن العربي

30 ليلة تفترش فيها الطاولات شوارع القاهرة من أكبر شارع إلى أصغر المدقات والحواري، مشهد متكرر وإن تغير ممثليه كل يوم، يجتمعون من كل بقاع الأرض على طاولة تحمل فوقها خيرات الله لوجه الله، هذا الطقس الذي يعد ركنا أساسيا من أركان شهر رمضان عرفه أصحابه بـ"مائدة الرحمن" فكيف ومتى بدأت تلك المائدة التي نراها اليوم؟.

وأغلب ما نراه من تراث رمضاني عادة ما يكون وراءه الفاطميون، ولكن مائدة الرحمن كثر حولها الأقاويل، وهناك إجماع من قبل مؤرخين بأنها بدأت في عهد هارون الرشيد، حيث كان يعد الموائد لإطعام الفقراء والمحتاجين وكان يمر متنكرًا بين صفوفهم ليسأل عن جودة الطعام.

وبالنسبة لمصر فيقول بعض المؤرخين إن فكرة المائدة دخلت إلى البلد على يد الدولة الطولونية، وأن أول من أقامها في مصر هو الخليفة أحمد بن طولون خلال عامه الرابع بالحكم، حيث أمر بإعداد وليمة كبيرة للتجار والأعيان في أول رمضان، وقال وقتها جملته المشهورة "إني جامعكم حول تلك الأسمطة لأعلمكم طريق البر بالناس".

ليفتح بعدها الخليفة المعز لدين الله الفاطمي الطريق أمام المائدة لتصبح شعبية أكثر، فهو أول من أقام مائدة في شهر رمضان لأهل جامع عمرو بن العاص، غير قيامه بتوزيع أطعمة أشكال وألوان من قصره، على غير المقتدرين، وكان يطلق حينها على مائدة الرحمن اسم "سماط الخليفة، وازدهرت وقتها.

لكن حينما جاء عهد المماليك والعثمانيين، اختفت "مائدة الرحمن" في هذا الوقت بشكلها المعهود، بسبب الحروب التي نشبت خلال هذه الفترة، ولكن بعد الاستقرار النسبي في السبعينات من القرن الماضي عادت الموائد من جديد إلى الشوارع وأكثر من الأول.