كاتب أمريكي : سوريا تتجه نحو تقسيم فعلي

عرب وعالم

اليمن العربي

قال كاتب أمريكي أن سوريا تتجه على ما يبدو نحو تقسيم فعلي مترافق مع عمليات عسكرية على مستوى منخفض وذات دور وظيفي مع بطء سياسي يمكن أن يطلق عليه توصيف النزاع المجمد .

ورأى جوناثان سباير في مقال كتبه في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه ربما كان هذا الهدف الذي طالما سعى إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سبق له أن أطلق نزاعات مماثلة وأدارها في مناطق أخرى بينها جورجيا وأوكرانيا. 

وتحدث سباير عن مؤشرات سير سوريا نحو نزاع مجمد، فقال: "لنأخذ في الاعتبار الزيارة الأخيرة للأسد لروسيا حيث التقى بوتين. وفي المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع، قال بوتين للصحافيين: بعد النجاحات الملحوظة للجيش السوري في قتال الإرهاب، وتفعيل العملية السياسية، فإن القوات الأجنبية المتمركزة في سوريا ستبدأ في الإنسحاب من هذا البلد". وبدت تلك ملاحظة مفادها أن الرئيس الروسي غير مهتم بمساعدة نظام الأسد على إعادة غزو كامل سوريا. وفي غياب دعم سلاح الجو الروسي، الذي اعتمد عليه الجيش السوري في عمليات قتالية أساسية(بما في ذلك حصار حلب وتدمير الغوطة الشرقية) فإن عملية إعادة غزو ستبدو مستحيلة". 

وبحسب سباير فقد تكهن البعض بأن بوتين كان يقصد فقط انسحاب القوات الأجنبية المعارضة للنظام. وكانت روسيا ميّزت بين وجوده الخاص في سوريا(بناء على دعوة من الحكومة السورية "الشرعية") ووجود عناصر أجنبية أخرى لم تُوجه إليها الدعوة رسمياً. 

ولفت الباحث إلى أن هذه المواقف الخلافية هي فقط مؤشر واحد من بين مؤشرات أخرى على الخلافات بين موسكو وبعض حلفائها في سوريا حول مستقبل سوريا. كذلك لوحظ رضوخ روسي لنشاط سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف إيرانية في سوريا، وتصريح روسي واضح لتركيا بإنشاء جيب مهم في شمال غرب سوريا. وفي الوقت نفسه رفض الأسد الخطة الروسية لصياغة دستور جديد يتضمن حداً لصلاحياته. 

وأشار إلى أن نموذج موسكو في السلوك حيال أماكن اخرى، يوحي بأن هناك ارتياحاً للحفاظ على صراعات بلا حلٍ، بكلفة قليلة نسبياً. ففي أوكرانيا مثلاً لا يزال الحل بعيداً في النزاع حول منطقة دونباس. لكن من خلال الإمساك بأجزاء من إقليمي دونتسك ولوغانسك، فإن روسيا تضمن قدرتها على تعطيل الشؤون الداخلية لأوكرانيا إذا أرادت. 

وقال إنه في سوريا، تدعم روسيا الحكومة، عوض عن دعم تمرد من صنعها، كما هو الحال في أوكرانيا. لكن موسكو أكدت بوضوح أن مصالحها لا تتطابق كلياً مع مصالح الأسد.